حدّثني التنوخي قال : قال لي عبد الله بن محمّد أبو محمّد الضّرير : ولدت بعد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ، ولست أحق في أي سنة ، وسمعت في سنة خمس وثلاثين وما بعدها.
قال محمّد بن أبي الفوارس : مات عبد الله بن محمّد الضّرير المقرئ في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ، وكان فيه تساهل ، وكان فيه صلاح ، ولم يكن في الحديث بذاك.
سمع محمّد بن مخلد العطّار ، وأبا الحسين بن المنادي ، وأبا العبّاس بن عقدة. حدّثنا عنه عبد العزيز الأزجي ، ومحمّد بن محمّد المقدسي ، والعتيقي.
وسألت الأزجي عنه فقال : ثقة.
أخبرنا العتيقي قال : سنة خمس وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو الحسن عبد الله بن محمّد بن قيس البزّاز في شوال وكان ثقة.
سكن بغداد وكان من أفقه أهل وقته على مذهب الشّافعيّ ، وله معرفة بالنحو والأدب ، مع عارضة وفصاحة ، وكان حسن المحاضرة ، بليغ العبارة ، حاضر البديهة ، يقول الشعر المطبوع من غير كلفة ، ويعمل الخطب ، ويكتب الكتب الطويلة من غير روية.
حدّثني البرقاني قال : قصد أبو محمّد البافي صديقا له ليزوره فلم يجده في داره ، فاستدعى بياضا ودواة فكتب إليه :
كم حضرنا فليس يقضي التلاقي |
|
نسأل الله خير هذا الفراق |
إن أغب لم تغب وإن لم تغب غب |
|
ت كأن افتراقنا باتفاق |
أنشدني القاضي أبو القاسم التنوخي قال : أنشدني أبو محمّد عبد الله بن محمّد البافي لنفسه :
__________________
٥٢٨١ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٤٧.
٥٢٨٢ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٦٣. ويتيمة الدهر ٢ / ٢٨٩. وطبقات الشافعية للسبكي ٢ / ٢٣٣. والأعلام ٤ / ١٢٠ ، ١٢١.
(١) البافي : هذه النسبة إلى «باف» وهي إحدى قرى خوارزم (الأنساب ٢ / ٤٧).