الخرقي في يوم الثلاثاء ، ودفن يوم الأربعاء لأربع خلون من جمادى الأولى من سنة خمس وسبعين.
وأخبرنا البرقاني قال : توفي أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي في جمادى الآخرة ـ أو الأولى شك البرقاني ـ من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
نزل نيسابور عدة سنين ودرس بها الفقه ، ثم صار إلى بغداد فسكن بها إلى حين موته ، وحدث بها عن جده لأمه الحسن بن محمّد الداركي وكان يدرس ببغداد في مسجد دعلج بن أحمد بدرب ابن خلف من قطيعة الرّبيع ، وله حلقة في جامع المدينة للفتوى والنظر. حدّثنا عنه الحسين بن بكر القاضي ، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، وأبو القاسم الأزهري ، وأبو محمّد الخلّال ، وعلي بن محمّد بن الحسن الحربيّ ، وعبد العزيز الأزجي ، والعتيقي ، والتنوخي ، وكان ثقة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم ، حدّثنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الداركي الفقيه الشّافعيّ ـ إملاء بانتقاء الدّارقطنيّ ـ حدّثنا جدي أبو علي الحسن بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن حميد ، حدّثنا عبد الله بن المبارك ، حدّثنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، وأن محمّدا رسول الله ، ويستقبلوا قبلتنا ، ويأكلوا ذبيحتنا ، ويصلوا صلاتنا. فإذا فعلوا ذلك فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله (١)».
حدّثنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري قال : سمعت أبا حامد الأسفراييني يقول : ما رأيت أفقه من الداركي. سمعت عيسى بن أحمد بن عثمان الهمذاني يقول : كان عبد العزيز بن عبد الله الداركي إذا جاءته مسألة يستفتي فيها ، تفكر طويلا ثم أفتى فيها ، وربما كانت فتواه خلاف مذهب الشّافعيّ وأبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما ، فيقال له في ذلك فيقول : ويحكم حدث فلان عن فلان عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بكذا وكذا ، والأخذ بالحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أولى من الأخذ بقول الشّافعيّ وأبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما إذا خالفاه ـ أو كما قال ـ.
__________________
٥٦٣٥ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٥ / ٢٤٨. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣١٤.
(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٣ ، ٩ / ١٣٨. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٣٤ ، ٣٦. وفتح الباري ١ / ٤٩٧ ، ٨ / ٧٠١ ، ١٢ / ٢٠٣ ، ٢٧٥ ، ٢٧٧ ، ٢٧٩ ، ١٣ / ٣٣٩.