وسمعته يقول : ولدت في يوم الأربعاء الحادي والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. ومات في ليلة الجمعة الثاني والعشرين من شوال سنة تسع وعشرين وأربعمائة ، ودفن في صبيحة تلك الليلة بباب حرب.
سمع أبا الحسن بن الصّلت المجبر ، وأبا أحمد الفرضي ، ومن بعدهما. وسكن بغداد وحدث بها. علقت عنه شيئا يسيرا ، وكان صدوقا يذهب إلى الاعتزال.
حدّثني عبد الله بن علي بن زوران ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى القرشيّ ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشميّ ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن عبيد الطنافسي، حدّثنا جويبر عن محمّد بن واسع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من فرج عن أخيه كربة من كرب الدّنيا ؛ فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»(٢) وذكر بقية الحديث.
مات أبو عمر بن زوران في سنة ست وأربعين وأربعمائة في بعض سواد البصرة ، وكنت إذ ذاك غائبا عن بغداد في طريق الحج.
حدث عن عامر الشعبي. روى عنه الهيثم بن عديّ الطائي وكان صاحب رواية للأخبار ، والآداب ، وكان في صحابة أبي جعفر المنصور ، ونزل بغداد في الموضع المعروف بدور الصحابة ناحية شط الصراة ، ويقال إن دجلة مدت وأحاط الماء بداره ، فركب المنصور ينظر إلى الماء ، وابن عيّاش معه فرأى داره وسط الماء ، فقال : لمن هذه الدار؟ فقال ابن عيّاش : لوليك يا أمير المؤمنين ، فقال المنصور : (وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) [هود ٤٣] فقال له ابن عيّاش : ـ وكان جريئا عليه ـ ما أظن أمير المؤمنين يحفظ من القرآن آية غيرها!! فضحك منه وأمر له بصلة.
__________________
(١) ٥١٣١ الكازروني : هذه النسبة إلى كازرون ، وهي إحدى بلاد فارس (الأنساب ١٠ / ٣١٨).
(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٦٨. وصحيح مسلم ، كتاب البر والصلة ٥٨. ومسند أحمد ٢ / ٩٢. وفتح الباري ٥ / ٩٧.
(٣) ٥١٣٢ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢٢٢.