أخبرنا منصور بن ربيعة الزّهريّ ـ بالدينور ـ أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن الجارود. قال : قال علي بن المدينيّ : ومات ابن جريج سنة إحدى وخمسين ومائة.
من أهل مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، كان يعد في سادات قريش ، وذوي الفضل منهم ، وقدم بغداد في أيام المهديّ.
فأخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، أخبرنا الزّبير بن بكّار قال : وعبد الملك بن يحيى كان من أهل الفضل والمروءة ، وكان أمير المؤمنين المهديّ قد كتب إلى والي المدينة يأمره أن يشخص إليه رجلا يرضاه أهل البلد ، يقوم بحوائج أهل المدينة عنده ، فأجمع أهل المدينة على عبد الملك بن يحيى وسألوه أن يخرج فخرج في ذلك ، ورفع حوائجهم وأقام بالعراق يطالب بها ، وكان رجلا موسرا. وباع من أبي عبيد الله عينا له يقال لها ملح سبابة بعشرة آلاف دينار ، ثم جاءه كتاب أنه ولد له غلام ولم يكن له من قبل ذلك ، فاستقال أبا عبيد الله فأقاله ، وانصرف إلى المدينة.
وقال محمّد بن عبد الملك الأسديّ :
أمدح كريم بني العوّام إن له |
|
مناقبا لم ينلها قبله بشر |
حاشى النبي وقوم قد مضوا معه |
|
هم الذين إليه داره هجروا |
أعني ابن يحيى بن عباد فإن له |
|
سوابق المجد قد قرت بها مضر |
عبد المليك الذي عمت صنائعه |
|
كما يعم البلاد المحلة المطر |
قد أحكمته النهي في حسن تجربة |
|
فهو النصير بما يأتي وما يذر |
إني وجدت بني يحيى إذا جهدوا |
|
هم البحور بحور المجد والغرر |
قال : وقال أيضا يمدحه :
إن الكرام جروا حتى إذا اختلفوا |
|
وجاش كل كريم الجري سباق |
وأبصر الناس من يغري ذوي مهل |
|
صاف وعز وأحلام وأعراق |
لاح ابن يحيى إمام السابقين كما |
|
لاح الصّبّاح بفجر قبل إشراق |
عبد المليك الذي فاضت صنائعه |
|
على القبائل من عرب وإطلاق |