ومات عبد الرّحمن في رجب سنة ثمان وتسعين ، وهو ابن ثلاث وستين.
من أهل داريا وهي ضيعة إلى جنب دمشق ، كان أحد عباد الله الصالحين ، ومن الزهاد المتعبدين ، ورد بغداد وأقام بها مدة ، ثم عاد إلى الشام فأقام بداريا حتى توفى ، ولا أحفظ له حديثا مسندا غير حديث واحد ، لكن له حكايات كثيرة يرويها عنه أحمد بن أبي الحواري الدّمشقيّ.
أخبرني أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا العبّاس أحمد ابن محمّد بن ثابت يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عمر بن الفضل بن غالب يقول : سمعت أبا الحسن علي بن عيسى بن فيروز الكلوذانيّ يقول : سمعت أحمد ابن أبي الحواري يقول : سمعت أبا سليمان الدّارانيّ يقول : سمعت علي بن الحسن ابن أبي الرّبيع الزّاهد يقول : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : سمعت ابن عجلان يذكر عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن أنس. قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من صلى قبل الظهر أربعا ، غفر له ذنوبه يومه ذلك» (١).
قرأت في كتاب أبي الحسين محمّد بن عبد الله بن جعفر الرّازيّ أخبرني محمّد بن يوسف بن بشر الهرويّ قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد بن أبي المثنى الموصليّ يقول : رأيت أبا سليمان الدّارانيّ ببغداد سنة ثلاث ومائتين ـ أو أربع ومائتين ـ مخضوب اللحية ـ له شعيرة ـ في مسجد عبد الوهاب الخفّاف ، فقيل له إن عبد الوهاب الخفّاف يقول بشيء من القدر ، فترك الصّلاة في مسجده وذهب إلى مسجد آخر. قال أبو جعفر : وإني أرجو برؤيته خيرا.
أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدّقّاق، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطيّ ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان قال : سمعت أبا جعفر يبكي في خطبته يوم الجمعة. فاستقبلني الغضب وحضرتني نية أن أقوم فأعظه بما أعرف من فعله إذا نزل ، وبكائه على المنبر ، قال : فتفكرت أن أقوم إلى خليفة فأعظه والناس جلوس يرمقونني بأبصارهم ، فيعرض لي فيأمر بي فأقتل على غير تصحيح ، فجلست وسكت.
__________________
٥٣٦٧ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٤٥.
(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ١١٦٠.