صاحب الكتب المصنفة في الزهد والرقائق ، سمع سعيد بن سليمان الواسطيّ ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وخالد بن خداش المهلبي ، وعلي بن الجعد الجوهريّ ، وعباد بن موسى الختليّ ، وخلف بن هشام البزّار ، ومحرز بن عون ، وخالد بن مرداس ، وأحمد بن جميل المروزيّ ، ومحمّد بن جعفر الوركاني ، وداود بن عمرو الضّبّيّ ، ومن في طبقتهم وبعدهم. روى عنه الحارث بن أبي أسامة ، ومحمّد بن خلف وكيع ، ومحمّد بن خلف بن المرزبان ، وعبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّري ، وأبو ذر القاسم ابن داود الكاتب ، وعمر بن سعد القراطيسي ، والحسين بن صفوان البرذعي ، وأحمد ابن سلمان النجاد ، وأبو سهل بن زياد ، وأحمد بن الفضل بن خزيمة ، وأبو جعفر بن برية الهاشميّ ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي ، وسئل أبي عنه فقال : بغدادي صدوق.
قلت : وكان ابن أبي الدّنيا يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء.
أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان ، أخبرنا أبي ، حدّثنا أبو ذر القاسم بن داود ابن سليمان قال : حدّثني ابن أبي الدّنيا قال : دخل المكتفي على الموفق ولوحه بيده ، فقال : مالك لوحك بيدك؟ قال : مات غلامي واستراح من الكتاب ، قال : ليس هذا من كلامك ، هذا كان الرّشيد أمر أن يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم اثنين وخميس ، فعرضت عليه فقال لابنه : ما لغلامك ليس لوحك معه؟ قال : مات واستراح من الكتّاب ، قال : وكأن الموت أسهل عليك من الكتاب؟! قال : نعم قال : فدع الكتّاب ، قال : ثم جئته فقال لي : كيف محبتك لمؤدبك؟ قال : كيف لا أحبه وهو أول من فتق لساني بذكر الله ، وهو مع ذاك إذا شئت أضحكك ، وإذا شئت أبكاك ، قال : يا راشد أحضرني هذا ، قال : فأحضرت فقربت قريبا من سريره ، وابتدأت في أخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا ، قال : فجاءني راغب ـ أو يانس ـ فقال
__________________
٥٢٠٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٥٤٢ (١٦ / ٧٢). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٤١. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٧٥١. وتاريخ بغداد ١٠ / ٨٩ ـ ٩١. والسابق واللاحق ٢٥٨. وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٩٧. والعبر ١ / ٦٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٠٩ (أوقاف ٥٨٨٢). وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣٢٠. وتهذيب التهذيب ٦ / ١٢ ـ ١٣. والتقريب ١ / ٤٤٧. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٧٩٠.