أخبرني أحمد بن محمّد بن يعقوب الكاتب ، حدّثني محمّد بن عبيد الله بن الفضل ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا أبو العيناء قال : كنا في جنازة الأصمعيّ سنة خمس عشرة ومائتين ، فحدّثني أبو قلابة الجرمي الشّاعر ، وأنشدني لنفسه :
لعن الله أعظما حملوها |
|
نحو دار البلى على خشبات |
أعظما تبغض النبي وأهل ال |
|
بيت والطيّبين والطيّبات |
وجذبني من الجانب الآخر أبو العالية الشّاميّ فأنشدني :
لا در در نبات الأرض إذ فجعت |
|
بالأصمعيّ لقد أبقت لنا أسفا |
عش ما بدا لك في الدّنيا فلست ترى |
|
في الناس منه ولا من علمه خلفا |
قال : فعجبت من اختلافهما فيه.
حدّثني الأزهري ـ لفظا ـ حدّثنا محمّد بن العبّاس. وأخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ـ قراءة ـ أخبرنا محمّد بن العبّاس قالا : حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني أحمد بن أبي طاهر ، حدّثني محمّد بن أبي العتاهية قال : لما بلغ أبي موت الأصمعيّ جزع عليه ورثاه فقال :
لهفي لفقد الأصمعيّ لقد مضى |
|
حميدا له في كل صالحة سهم |
تقضت بشاشات المجالس بعده |
|
وودعنا إذ ودع الأنس والعلم |
وقد كان نجم العلم فينا حياته |
|
فلما انقضت أيامه أفل النجم |
قلت : وبلغني أن الأصمعيّ بلغ ثمانيا وثمانين سنة ، وكانت وفاته بالبصرة.
حدث عن سفيان الثوري. روى عنه هيذام بن قتيبة المروزيّ.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن محمّد الصّفّار ، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي سعيد ، حدّثنا هيذام بن قتيبة ، حدّثنا عبد الملك بن يزيد ـ أبو بشر البزّاز بالمدائن ـ حدّثنا سفيان بن سعيد الثوري عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أهل المعروف في الدّنيا ، أهل المعروف في الآخرة ، وأهل المنكر في الدّنيا ، أهل المنكر في الآخرة» (١).
__________________
(١) ٥٥٧٧ ـ انظر الحديث في : المستدرك ١ / ١٢٤. والمعجم الصغير ١ / ٧٤ ، ٢٦٢. ومجمع الزوائد ٧ / ٢٦٢ ، ٢٦٣. وحلية الأولياء ٩ / ٣١٩. وكشف الخفا ١ / ٣٠٧. ومسند الشهاب ٣٠١. والعلل المتناهية ٢ / ١٦ ـ ١٨.