من أهل نيسابور. قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن يحيى بن منصور القاضي ، وحامد بن محمّد الهرويّ. ومحمّد بن الحسن بن إسماعيل السّرّاج ، وأبي عمرو بن مطر ، وإسماعيل بن نجيد ، وأبي أحمد محمّد بن محمّد بن الحسين الشّيباني النّيسابوريّين ، ومحمّد بن عبد الملك بن جبير النسوي ، وبشر بن أحمد الأسفراييني ، وعلي بن بندار بن الحسن الصّوفيّ ، وأبي إسحاق المزكي ، وأبي سهل الصعلوكي. حدّثنا عنه أبو محمّد الخلّال ، والأزهري ، والأزجي والتنوخي.
وقال لي التنوخي : قدم علينا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزّاهد ببغداد حاجّا في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ، وخرج إلى مكة وأقام بها مجاورا ، وسمعت منه بعد عوده في سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
قلت : وكان ثقة صالحا ، ورعا زاهدا ، سألت أبا صالح أحمد بن عبد الملك النّيسابوريّ عن وفاة أبي سعد فقال : في سنة ست وأربعمائة.
وهو أخو أبي الحسين علي وكان الأصغر ، سمع أحمد بن سلمان النجاد ، وحمزة ابن محمّد الدّهقان ، وأبا سهل بن زياد ، وأحمد بن الفضل بن خزيمة ، وعبد الله بن محمّد بن إسحاق الفاكهي ، وعمر بن محمّد الجمحيّ المكيين وأبا بكر الشّافعيّ ، وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا ، ودعلج بن أحمد ، ومحمّد بن الحسين الآجري.
كتبنا عنه وكان صدوقا ثبتا صالحا ، وكان يشهد قديما عند الحكام ثم ترك الشهادة رغبة عنها. وكان مولده في شوال من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. ومات في صبيحة يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة المالكية إلى جنب أبي طالب المكي وهو كان أوصى بذلك ، وصلينا عليه في جامع الرصافة. وكان الجمع كثيرا جدا يتجاوز الحد ويفوت الإحصاء ، وكان يسكن درب الديوان من الجانب الشرقي بالقرب من جامع المهديّ.
__________________
٥٥٩٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١١٥.