كان متقدما في الأدب ، غزير العلم ، بارع الفضل ، حسن الشعر ، وسمع المبرد وثعلبا وأبا علي العنزي. روى عنه آدابه أحمد بن سعيد الدّمشقيّ وكان مؤدبه ، وروى عنه شعره محمّد بن يحيى الصولي ، وغيره.
قرأت في كتاب عبيد الله بن العبّاس بن الفرات الذي سمعه من العبّاس بن العبّاس ابن المغيرة قال : أخبرني عبد الله بن المعتز أنه ولد لسبع بقين من شعبان سنة سبع وأربعين ـ يعني ومائتين ـ.
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري ، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثني أبو العبّاس عبد الله بن المعتز قال : كان أبو العبّاس محمّد بن يزيد النّحويّ المبرد يجيئني كثيرا إذا خرج من عند إسماعيل القاضي لقرب داره من داري ، وكنت لقيت أبا العبّاس أحمد بن يحيى في المسجد الجامع وكان يتشوقني ويعتذر من تأخره عني ، وكنت قد امتنعت من الركوب إلى المسجد وغيره فكتبت إليه :
ما وجد صاد في الحبال موثق |
|
بماء مزن بارد مصفق |
جادت به أخلاف دجن مطبق |
|
لصخرة إن تر شمسا تبرق |
فهو عليها كالزجاج الأزرق |
|
صريح غيث خالص لم يمذق |
إلا كوجدي بك لكن أتقي |
|
يا فاتحا لكل علم مغلق |
وصيرفيا ناقدا للمنطق |
|
إن قال هذا بهرج لم ينفق |
إنا على البعاد والتفرق |
|
لنلتقي بالذكر إن لم نلتق |
فكتب إلىّ يشكر ويقول : إنه ليس ممن يعمل الشعر فيجيب. ويشبه أول أبياتي بقول جميل :
فما صاديات حمن يوما وليلة |
|
على الماء يغشين العصي حوان |
لوائب لم يصددن عنه بوجهه |
|
ولا هن من برد الحياض دوان |
يرين حباب الماء والموت دونه |
|
فهن لأصوات السقاة روان |
بأبعد مني غل صدر ولوعة |
|
عليك ولكن العدو عداني |
__________________
٥٢١٧ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٨٤. والأغاني ١٠ / ٣٧٤. ومعاهد التنصيص ٢ / ٣٨. ووفيات ـ