أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : ومات أبو محمّد عبد الله بن عزيز الموصليّ ـ جارنا ـ ليلة السبت ، ودفن يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثمان وثمانين ومائتين.
الشّاعر المتكلم من أهل الأنبار. أقام ببغداد مدة طويلة ، ثم خرج إلى مصر فنزلها.
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني قال : قال محمّد بن داود بن الجرّاح : عبد الله بن محمّد الناشئ من أهل الأنبار ، نزل بغداد وله كتب ينقض بها كتاب «المنطق» ، وأشعار في ذلك ، وكان شاعرا وله قصيدة على روي واحد ، وقافية واحدة ، تكون أربعة آلاف بيت ، ذكرها الناجم وذكر أنه أنشده إياها ، وكان يقول في خلاف كل معنى قالت فيه الشعراء.
قال المرزباني : وكان أبو العبّاس الناشئ متهوسا شديد الهوس ، وشعره كثير وهو مع كثرته قليل الفائدة ، وقد قرأت بعض كتبه فدلتني على هوسه واختلاطه ، لأنه أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم ، ورام أن يحدث لنفسه أقوالا ينقض بها ما هم عليه فسقط ببغداد. فلجأ إلى مصر فشخص إليها وأقام بها بقية عمره.
أخبرنا الصيمري ، حدّثنا المرزباني ، أخبرني الصولي. وحدّثنا علي بن أبي علي ـ لفظا ـ حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا الصولي ، حدّثني محمّد بن خلف بن المرزبان قال : اجتمع عندي أحمد بن أبي طاهر ، والناشئ ، ومحمّد بن عروس ، فدعوت لهم مغنية فجاءت ومعها رقيبة لم ير الناس أحسن منها قط ، فلما شربوا أخذ الناشئ رقعة وكتب فيها :
فديتك لو أنهم انصفو |
|
ك لردوا النواظر عن ناظريك |
تردين أعيننا عن سوا |
|
ك وهل تنظر العين إلا إليك |
وهم جعلوك رقيبا علين |
|
ا فمن ذا يكون رقيبا عليك |
ألم يقرءوا ويحهم ما يرو |
|
ن من وحي حسنك في وجنتيك |
قال : فشغفنا بالأبيات ، فقال ابن أبي طاهر أحسنت والله وأجملت ، قد والله حسدتك على هذه الأبيات ، والله لا جلست. وقام وخرج.
__________________
٥٢١٢ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٤٥. ووفيات الأعيان ١ / ٢٦٣. والأعلام ٤ / ١١٨.