أخبرني الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا محمّد بن يزيد قال : سمعت ابن مرار يقول : تكلم عبد الله بن عيّاش المنتوف بكلام أراد به مساءة عمر بن ذر ، فقام عمر فدخل منزله ـ وكان ابن عمه ـ فندم ابن عيّاش فأتى عمر فقال : أتدخل الظالم؟ فقال : نعم مغفورا له ، والله ما كافأت من عصى الله فيك ، بمثل أن تطيع الله فيه.
أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا ميمون بن هارون ، حدّثني الوضاح بن حبيب بن بديل التّميميّ عن أبيه قال : كنت يوما عند أبي جعفر المنصور ، وعبد الله بن عيّاش الهمدانيّ المنتوف ، وعبد الله بن الرّبيع الحارثي ، وإسماعيل بن خالد بن عبد الله القسري ، وكان أبو جعفر ولى سلم بن قتيبة البصرة ، وولى مولى له كور البصرة والأبلة ، فورد الكتاب من مولى أبي جعفر يخبر أن سلما ضربه بالسياط فاستشاط أبو جعفر وضرب إحدى يديه على الأخرى وقال : أعليّ يجترئ سلم ، والله لأجعلنه نكالا وعظة ، وجعل يقرأ كتبا بين يديه ، قال : فرفع ابن عيّاش رأسه ـ وكان أجرأنا عليه ـ فقال : يا أمير المؤمنين لم يضرب سلم مولاك بقوته ولا قوة ابنه ، ولكنك قلدته سيفك ، وأصعدته منبرك ، فأراد مولاك أن يطأطئ من سلم ما رفعت ، ويفسد ما صنعت ، فلم يحتمل له ذلك ، يا أمير المؤمنين إن غضب العربي في رأسه ، فإذا غضب لم يهدأ حتى يخرجه بلسانه أو يده ، وإن غضب النبطي في استه ، فإذا خرى ذهب غضبه ، فضحك أبو جعفر وقال : قبحك الله يا منتوف ، وكف عن سلم.
قرأت في كتاب عمر بن محمّد بن الحسن البصير عن محمّد بن يحيى الصولي قال : مات عبد الله بن عيّاش المنتوف الهمدانيّ سنة ثمان وخمسين ومائة.
وقد تقدم ذكر نسبه على الاستقصاء في نسب عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر.
__________________
٥١٣٣ انظر : تهذيب الكمال ٣٤٧١ (١٥ / ٤٠٥). والمنتظم ٨ / ٢٧٩. وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٦٨. وتاريخ ابن معين ٢ / ٤٢٠. والدارمي ، ترجمة ٤٣٥. والتاريخ الكبير ٥ / ت ٥٠٩. والكنى لمسلم ، الورقة ٤١. وسؤالات الآجري ٥ / الورقة ١٩. والجرح والتعديل ٥ / ت ٥٩٢. وثقات ابن حبان ٧ / ٢٧. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٦٤٢. وكشف الأستار ٣٠٧٢. وإكمال ابن ماكولا ٤ / ١٦٢. والجمع ١ / ٢٦٦. وسير النبلاء ٧ / ٣٥٠. والكاشف ٢ / ت ٢٩٣٠. وميزان ـ