يطلع الفجر ، فإذا صلّى الفجر دارس أصحابه ، وسمعته يقول : لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلا ولا نهارا ، وكان ورده كل ليلة فيما يصلي لنفسه سبعا من القرآن ، يقرؤه بترتيل وتمهل ، ولم أر أجود ولا أحسن قراءة منه.
مات أبو محمّد بن اللّبّان بأصبهان في جمادى الآخرة من سنة ست وأربعين وأربعمائة.
سمع الحسين بن محمّد بن عبيد العسكريّ ، وأبا الحسن بن لؤلؤ ، ومحمّد بن زيد ابن مروان ، وأبا الحسين بن البواب ، ومحمّد بن المظفر ، وأبا الحسن الدّارقطنيّ ، وإبراهيم بن محمّد الجليّ ، وأبا العبّاس البصير الرّازيّ.
كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. وكان قد انتقل عن بغداد وسكن قرية يقال لها طسفونج على دجلة من الجانب الشرقي حذاء النّعمانية ، وكان يقدم إلى بغداد في الأحيان وبها سمعت منه.
أخبرني أبو بكر بن رزقويه ، حدّثنا علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق ، حدّثنا زكريا ابن يحيى السّاجي ، حدّثنا الحسين بن علي بن راشد الواسطيّ ، حدّثنا هشيم بن سيّار ، عن أبي الحكم بن جبر ، عن أبي هريرة قال : وعدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم غزوة الهند ، فإن أنا أدركتها أتعبت فيها نفسي ، وقال فإن استشهدت كنت أفضل الشهداء ، وإن رجعت فأنا أبو هريرة.
مات ابن رزقويه بطسفونج في ذي القعدة من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
سمع أبا حفص بن الزّيّات ، ومحمّد بن المظفر ، وأبا بكر بن إسماعيل الورّاق ، وأبا حفص بن شاهين ، ويوسف القواس. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا ومسكنه بدرب على الطويل من نهر الدجاج ، وأبوه كان من أهل الكرخ سكن بغداد ، وولد له عبد الله بها.
أخبرنا عبد الله بن محمّد الحذّاء ، أخبرنا عمر بن محمّد بن علي النّاقد ، حدّثنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض الفريابي ، حدّثنا عمرو بن حفص