أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني قال : أنشدنا الناشئ لنفسه بمصر سنة ثمانين :
ليس شيء أحر في مهجة العا |
|
شق من هذه العيون المراض |
والخدود المضرجات اللواتي |
|
شيب جريالها بحسن البياض |
ورنو الجفون والغمز بالحا |
|
جب عند الصدود والإعراض |
وطروق الحبيب والليل داج |
|
حين هم السمار بالإغماض |
بلغني أن أبا العبّاس الناشئ مات في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
سمع قتيبة بن سعيد ، وإبراهيم بن يوسف الماكياني ، وهدية بن عبد الوهاب ، ويحيى بن موسى خت ، وعلي بن حجر ، ومحمّد بن يحيى الذهلي ، وأقرانهم. روى عنه أبو حامد بن الشرقي النّيسابوريّ ، وغيره من الخراسانيين ، وقدم بغداد وحدث بها. روى عنه من أهلها محمّد بن مخلد الدّوريّ ، وعبد الباقي بن قانع ، وأبو بكر الشّافعيّ ، ومحمّد بن عمر بن الجعابي. وكان أحد أئمة أهل الحديث حفظا وإثباتا وثقة وإكثارا ، وله كتب مصنفة في التواريخ والعلل وغير ذلك.
حدّثنا أبو نعيم الحافظ ـ إملاء وما كتبته إلا عنه ـ حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن علي البلخيّ ـ وما سمعته إلا منه ـ حدّثنا محمّد بن أحمد بن ماهان ، حدّثنا عبد الصّمد بن حسّان ، حدّثنا سفيان الثوري عن إسماعيل ابن أبي خالدعن قيس عن عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يكون ذاكرين إلا كان معهم ، ولا مصلين إلا كان أكثرهم صلاة.
أخبرنا الحسين بن شجاع الصّوفيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد الحافظ البلخيّ ، حدّثنا عصام ـ يعني ابن روّاد بن الجرّاح ـ أخبرنا أبي ، حدّثنا مالك بن أنس عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة ، وعن مالك عن ربيعة عن القاسم عن عائشة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم من نومه وطعامه وشرابه ، فإذا قضى أحدكم نهمته فليسرع إلى أهله» (١).
__________________
٥٢١٣ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٧٦. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٢٣٣. والأعلام ٤ / ١١٨.
(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٠ ، ٤ / ٧١ ، ٧ / ١٠٠. وصحيح مسلم ، كتاب الإمارة ١٧٩. وفتح الباري ٩ / ٥٥٥.