أحد الشعراء المحسنين المجودين. كان جزل الكلام ، فصيح القول ، وله ديوان ، روى لنا أكثره أبو الفتح بن شيطا المقرئ عنه. سمعت رئيس الرؤساء أبا القاسم علي ابن الحسن يقول : ما شاهد أبو نصر بن نباتة أشعر منه ، وما كان يعاب بشيء إلا بكبر فيه.
أنشدنا التنوخي قال : أنشدنا أبو نصر بن نباتة لنفسه :
وتأخذ من جوانبنا الليالي |
|
كما أخذ المساء من الصّباح |
أما في أهلها رجل لبيب |
|
يحس فيشتكي ألم الجرّاح |
أرى التشمير فيها كالتواني |
|
وحرمان العطية كالنجاح |
ومن تحت التراب كمن علاه |
|
فلا يغررك أنفاس الرياح |
وكيف يكد مهجته حريص |
|
يرى الأرزاق في ضرب القداح؟ |
أنشدنا علي بن محمّد بن الحسن الحربيّ قال : أنشدنا أبو نصر بن نباتة لنفسه :
وإذا عجزت عن العدو فداره |
|
وامزح له ، إن المزاح وفاق |
فالنار بالماء الذي هو ضدها |
|
تعطي النضاج ، وطبعها الإحراق |
أخبرنا التنوخي قال : قال لنا ابن نباتة : ولدت في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
حدثني التنوخي وهلال بن المحسن قالا : وتوفي أبو نصر بن نباتة الشّاعر في يوم الأحد الثالث من شوال سنة خمس وأربعمائة.
حدث عن أبي عمرو بن السماك. سمع منه صاحبنا أبو يعلى محمّد بن الحسن الكرخي.
__________________
٥٦٤١ ـ انظر : وفيات الأعيان ١ / ٢٩٥. ومفتاح السعادة ١ / ١٩٨. والإمتاع والمؤانسة ١ / ١٣٦. ويتيمة الدهر ٢ / ١٤٣ ـ ١٥٧. والأعلام ٤ / ٢٣ ـ ٢٤.