سمعت الأزهري يقول : كان ابن الثّلّاج يضع الحديث على سليمان الملطي وعلى غيره.
ورأيت الأزهري حرق شيئا من حديث ابن الثّلّاج ، وأخذت بعض أصوله عنه فسألته أن أقرأه عليه فامتنع أشد الامتناع. وقال : لا أحدث عنه ، فلم أزل أسأله حتى أذن لي فقرأته عليه ، ووهب لي أصله ذلك.
حدّثني أحمد بن محمّد العتيقي قال : ذكر لي أبو عبد الله بن بكير أن أبا سعد الإدريسي لما قدم بغداد قال لأصحاب الحديث : إن كان هاهنا شيخ له جموع وفوائد وتخريج فأفيدوني عنه ؛ فدلوه على أبي القاسم بن الثّلّاج ، فلما اجتمع معه أخرج إليه جمعه لحديث قبض العلم ، وإذا فيه حدّثني أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي حديثا ، فقال له الإدريسي أين سمعت من هذا الشيخ؟ فقال هذا شيخ قدم علينا حاجّا فسمعنا منه ، فقال : أيها الشيخ أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي وهذا حديثي والله ما رأيتك ولا اجتمعت معك قبل هذا الوقت! فخجل ابن الثّلّاج.
قال العتيقي : ثم اجتمعت مع أبي سعد الإدريسي فحدّثني بهذه القصة ، كما حدّثني بها ابن بكير عنه.
حدّثني الأزهري قال : توفي أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن الثّلّاج في شهر ربيع الأول من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، وكان مخلطا في الحديث يدعى ما لم يسمع، ويضع الحديث.
حدّثنا التنوخي قال : مات أبو القاسم بن الثّلّاج يوم الاثنين للنصف من شهر ربيع الأول سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال : سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، فيها مات أبو القاسم ابن الثّلّاج الشّاهد يوم الاثنين الثامن عشر من شهر ربيع الأول فجأة وكان يحفظ ، وانتقى عليه ابن مظفر ، وكان كثير التخليط.
حدث عن أبي بكر بن أبي داود ، ومحمّد بن هارون الحضرمي ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي. حدّثنا عنه القاضي أبو عبد الله الصيمري ، والحسن بن غالب المقرئ.