قال : وأنشدنا الرسولي قال : أنشدني النصروي لنفسه :
تقول وراعها شيب (١) برأسي |
|
إلا غيرت شيبك بالخضاب |
فقلت لها : وما يغني ويجدي |
|
على وقد مضى زمن التصابي |
وهب (٢) رد الشباب علىّ من لي |
|
بإخوان الشباب مع الشباب |
أخبرنا أبو عبد الله الفارسي بمصر قال : أنبأنا أبو طاهر الأصبهاني قال : أنشدني أبو نصر الرسولي ببغداد قال : أنشدني القائد أبو الرضا الفضلي بن منصور الفارقي بميافارقين لنفسه في غلام تركي وقد رآه (٣) وعليه سلاح :
لما رأيتك طالعا |
|
البدر ويعجب من تمامك |
والشمس تخفي شخصها |
|
أو ظن ذلك لاحتشامك |
ورأيت طرفك في القلو |
|
ب أشد وثقا من حسامك |
وسهامه (٤) في أنفس الع |
|
شاق أقضى من سهامك |
أيقنت أني هالك |
|
إن لم أقل أنا في ذمامك |
فلعل طيفك في الكرى |
|
يسخو بضمك والتزامك |
هيهات هذا باطل |
|
النوم أقعد من مرامك |
فامنن عليّ بوقفة |
|
أجد السلامة في سلامك |
وبه : قال أنشدني أبو الرضا لنفسه وكتب بها إلى صديق له يستزيده :
نحن وبدر التم في مجلس |
|
والبدر ناهيك به حسنا |
والراح من راحته يجتلي |
|
والورد من وجنته يجنى |
وحادثات الدهر مشغولة |
|
قد طرفت أعينها عنا |
حتى كأن النوم من حسنه |
|
أخ لنا أو واحد منا |
فالحق بنا إن كنت ذا فطنة |
|
وبادر المدة أن تفنى |
وإن تثاقلت كتبناك في |
|
جملة من يطغى إذا استغنى |
__________________
(١) في (ب) : «مشيب».
(٢) في (ج) : «هل».
(٣) في (ج) : «زاره».
(٤) في (ج) : «شهامة».