من قبل شيخ لأنه ملك الشام جميعه. وكان سلطان مصر ولّى حلب نوروز المذكور سنة ٨١٢ إلا أنه لم يستطع أن يدخلها خوفا من شيخ. وفي ربيع الآخر من السنة المذكورة أعني سنة ٨١٣ قرر السلطان في نيابة حلب قرقماش بعد أن قهر شيخ ونوروز وغلبهما. وفي ذي القعدة منها تصالح شيخ مع السلطان وتولى شيخ من قبل السلطان نيابة حلب ، ونوروز نيابة دمشق. وفي ربيع الآخر سنة ٨١٤ اتفق شيخ ونوروز على العصيان وخرجا.
وفي سنة ٨١٥ وصل السلطان لدمشق لمحاربتهما وصار يطردهما من بلد إلى بلد ، وكان مع هذا منغمرا في السكر فأعيت العسكر وشغبت عليه العامة وخلعوه وقتلوه في دمشق. وكان في هذه البرهة قد ولي دمرداش حلب ، فأتى إليها نوروز في الربيع الآخر وهرب منه دمرداش وعّين نوروز لنيابة حلب يشبك بن يزدمر. وكان بين نوروز وشيخ عهود ، منها أن يكون شيخ أتابك العساكر بمصر ، والخليفة هو السلطان ، ونوروز هو نائب البلاد الشامية. ثم لما تسلطن شيخ وخان العهود أظهر نوروز العصيان فحاربه السلطان في دمشق وقتله وسار إلى حلب وولى نيابتها إينال الصصلاقي وذلك سنة ٨١٧ وفي سنة ٨١٨ أظهر العصيان نائب دمشق قاني باي ، ووافقه الصصلاقي نائب حلب. فحضر السلطان إلى حلب وكان النائبان المذكوران فيها ففرا منه فتبعهما إلى العمق وقبض عليهما وذبحهما. ثم ولى نيابة حلب أقباي الدوادار وذلك كله في السنة المذكورة.
وفي سنة ٨٢٠ سافر نائب حلب «أقباي» إلى القاهرة وكان أشيع عنه العصيان ففرح به السلطان وقرره في نيابة دمشق وقرر في نيابة حلب الأمير قجقار القردمي. ثم في رجب هذه السنة تغير خاطر السلطان على قجقار القردمي فسجنه وقرر في نيابة حلب يشبك اليوسفي ، وقرر في نيابة قلعتها شاهين الأعور شاوي. وفي هذه السنة قتل علي عماد الدين النسيمي بحلب. وقد تكلمنا عليه في باب التراجم.