حيث المدافع رعد والدخان به |
|
سحب وما قذفت من جوفها المطر |
يوم به جاءنا عزّ ومنفعة |
|
وللأعادي أتاها الذلّ والضرر |
و (طرنوى) أصبحت تهتزّ من جزع |
|
مثل النزيف الذي قد هزّه السّكر |
لاقت رجالا تروع الأسد حملتهم |
|
ويرهب الجنّ لقياهم وهم بشر |
باعوا نفوسهم لله وانتدبوا |
|
نحو الأعادي فما أمسى لهم أثر |
حازوا غنائمهم والسلب أجمعه |
|
وأطلقوا السبي عفوا بعد ما أسروا |
(ترحالة) خبّرينا ما نظرت فقد |
|
حارت بمخبرك الألباب والفكر |
وحذّر (١) الروم من قوم جبابرة |
|
إذا نضوا سيفهم لا ينفع الحذر |
فإن يظنّوا الجبال الشمّ تعصمهم |
|
إن الجبال لدى فرساننا مدر |
يفضّلون المنايا في مقاصدهم |
|
على الدنايا ولا يثنيهم الخطر |
يلقون أنفسهم في كل مهلكة |
|
كأنهم للقا الأعداء قد فطروا |
و (غولس) صار بالتسليم مأمنها |
|
وزال عنه العنا والهمّ والكدر |
وقد غدت في جيوش النصر زاهية |
|
زهو العروس التي قد زانها الخفر |
والحرب حرب (ولستين) فتلك غدت |
|
ممّا يقصّر عنها الوصف والخبر |
أحاطها الجند من بعد الهجوم لها |
|
حزنا وسهلا ، فمنها لم يفز نفر (٢) |
لله (لورس) ما لاقت وما نظرت |
|
من فعلهم وظلام الليل معتكر |
قد هاجموها مساء والعدوّ بها |
|
ما أدبر الليل حتى أقبل الظفر |
أمسوا تذمّهم الأعداء وتمدحهم |
|
أهل الشجاعة حتى السّبع والنّمر |
قولوا لمن ظنّ أن العجز أقعدنا |
|
عن ردّهم حينما في عهدهم غدروا |
هلا سمعت بما قد قلت من مثل |
|
لا يحمد القطف حتى يوجد الثمر |
دوموا أيا عصبة الأعداء في قلق |
|
والدمع منهمر والقلب منفطر |
فإنّ أوطارنا تقضى بهمّتنا |
|
لا بالخيانة منا يبلغ الوطر |
سلوا (زراقا) و (كروانا) فقد شهدا |
|
فعال أبطالنا والحرب تستعر |
__________________
(١) كذا في الأصل ، ولعلها : «وحذّري» بياء المؤنثة عطفا على «خبّرينا».
(٢) الحزن ، بفتح الحاء : الغليظ من الأرض ، في ارتفاع. وهو ضد السهل.