الدولة العظمى التي انتهت إليها مقاليد العالم. فيجب علينا أن نعلم أنه لا نجاح لنا إلا إذا تمسكنا بأهداب الإخاء والإخلاص ، والتؤدة والسكون واتحاد الكلمة ، وغير ذلك مما يثبت للعالم أننا أمة يجدر بها أن تدخل المجتمع البشري بيضاء الوجه. ويجب على كل فرد منا أن يتكلم أمام هذه اللجنة بملء الحرية من غير أن يؤثر فيه مؤثر ، ويعرب عما في قلبه ويبين كل ما في فؤاده ، راميا إلى درك مصالح أمته بدون خوف ولا حذر. (هتاف ـ تصفيق).
لا تحسبوا أن أحدا يريدكم على قبول ما لا تريدون. فإن مستقبلكم بين أيديكم على أن تبرزوا لهذه اللجنة القادمة كل تصرف مجيد. نعم ، إنه يوجد من يقول إننا نحن العرب أو السوريين لا نتمكن من إدارة شؤوننا بأنفسنا. ربما يكون هذا حقا وربما يكون باطلا ، فيلزم أن نفهم من يقدم علينا أننا إذا تركنا وشأننا نتولى أمورنا بأنفسنا سنتمكن من إثبات كفاءتنا وجدارتنا. فإذا أثبتنا ذلك فدعونا نسير في سبيل الأمم المتمدنة.
وبما أن الحالة الحاضرة هي ميزان المستقبل ، وبما أن الأمة محتاجة إلى توحيد الكلمة ، فوحدوا كلمتكم وأجمعوا على طلب الغاية التي تريدونها لأنفسكم وبلادكم. ولو كنت في غير مقامي هذا لجئت بتصريح أفصح وأوضح. ولست بمكلّفكم تكليفا ما ، وليس لأحد كذلك ، فأنتم المختارون. هذه أقوالي وسنبدي للعالم ما نحن محتاجون إليه (أصوات : فلنعتمد الأمير ، هتاف عال).
أنتم أحرار في بلادكم ، وستقولون ما تريدون ويعمل بما تريدون. وهذه هي النتيجة المختصرة المفيدة أخبركم بها ، وإني سأقوم بواجبي فيما ينفع الأمة وفيما يوطد دعائم استقلالها في الحاضر وفي المستقبل اعتمادا على ما خولتني إياه من الثقة.
نعلم أن فينا من هو في الأقلية ومن هو في الأكثرية بالنظر إلى المذاهب ؛ وهو الأمر الذي ربما يقال أو يتصور أنه موضع اختلاف ، وقد يمكن أن يجعل ذلك بعض من يجهل حالة العرب اليوم سببا للقول في أمر العرب ومستقبلهم. أما أنا فأقول : لا أكثرية ولا أقلية لدينا ، ولا شيء يفرق بيننا. إنما نحن جسم واحد. (تصفيق وهتاف). ولا شك أن أعمال الحكومة الموقتة تدل على أن لا أديان ولا مذاهب ، فنحن عرب قبل موسى ومحمد وعيسى وإبراهيم. نحن عرب تجمعنا الحياة ويفرقنا الموت. لا تفريق بيننا إلا إذا قبرنا.