وقد صححت الأغلاط المطبعية والإملائية كلها ، ولكني لم أشر في الهوامش إلا إلى المهمّ منها. أما ما كان من أسلوب المؤلف في الكتابة ، ومن لغته وإنشائه ، فقد أبقيته كما هو ؛ لأن المؤلف أشرف على طباعة الكتاب بنفسه فهو بمنزلة النسخة الخطية الخاصة به. ولذا علقت على تلك المواضع ، أو أشرت إليها ، لئلّا يظن القارئ أنها أغلاط مطبعية. ولم أبدّل في النص أو أتصرف فيه إلا إذا كان شعرا مضطرب الوزن ، أو كان نثرا منقولا ، أصابه التحريف أو النقص في النقل ، فعندئذ أقوّم الوزن أو أصلح التحريف والنقص بعد العودة إلى المصدر الأصلي ، مع الإشارة إلى ذلك في الهوامش. وقد وضعت بين مربعين ما زدته من أجل تقويم النص واستقامة التركيب.
٣ ـ ينفرد هذا الجزء الثالث بأن المؤلف أثبت فيه بعض الحواشي ، وهي قليلة ، فذيلتها بكلمة «المؤلف» لئلا تختلط بغيرها مراعاة للأمانة العلمية.
٤ ـ لا يلتزم المؤلف برسم واحد معتمد لأعلام المدن والأشخاص ، أو للكلمات الأعجمية ، فتقرأ في هذا الجزء مثلا : «الإنكشارية ، واليكجرية» وهما اسمان ، أو لفظان ، لمسمّى واحد ، وكذلك بلدة «أدنة» التركية ، ترد عنده بعدة أشكال أخرى : «أذنة ، آذنة ، أطنة ...». ومثل ذلك : «الأرناووط ، الأرناوود ، الأرناود ، الأرناوط» و «طولمبة ، طلنبة» يعني المضخّة ... إلخ. وقد تركت ذلك كله على ما هو عليه واكتفيت بالإشارة إليه هنا ، بغية الاختصار ، وإزالة لما قد يعتري القارئ من شكّ أو التباس ، إزاء تعدد الصور في رسم الكلمة الواحدة.
٥ ـ بعض الكلمات الغريبة ـ وهي قليلة جدا ـ كانت تتكرر في صفحات هذا الجزء ، فكنت أعيد شرحها ثانية باختصار بدلا من الإحالة على صفحة سابقة ، خدمة للقارىء المتعجّل.
تلك هي جملة الملاحظات التي بدت لي في هذا الجزء. والله الهادي إلى سواء السبيل.
حلب ٥ / ١٢ / ١٩٩١ |
محمود فاخوري |