بالسروج واللّجم ، وقطارين من الجمالين. وخلع على أصحابه مائة وخمسين خلعة ، وقاد أكثرهم بغلات وأكاديش. ثم سار الملك الأشرف إلى بلاده الشرقية. وفيها أمر الظاهر بإجراء القناة على ما تقدم بيانه في الكلام على القناة.
وفي سنة ٦٠٦ نقض الظاهر الصلح مع الملك العادل. وفي سنة ٦٠٨ أرسل الظاهر القاضي بهاء الدين بن شداد إلى الملك العادل يستعطفه ويخطب بنته ضيفة خاتون ، فتزوجها الملك الظاهر وزالت الإحن بين الملكين. وفي سنة ٦٠٩ في المحرّم عقد الظاهر على ضيفة خاتون ، وكان المهر خمسين ألف دينار ، وتوجهت من دمشق إلى حلب ، واحتفل الظاهر لملتقاها وقدم لها أشياء كثيرة نفيسة. وفي سنة ٦١٠ ولد للظاهر من ضيفة خاتون ولده الملك العزيز غياث الدين محمد. وفي سنة ٦١٣ توفي الملك الظاهر. ولما اشتد به مرضه عهد بالملك بعده إلى ولده الصغير الذي ولد له من ضيفة خاتون بنت الملك العادل ، وكان عمر الولد إذ ذاك ثلاثة أعوام ، فجعل أتابكه ومربيه خادما روميا اسمه طغريل الطواشي ، ولقبه شهاب الدين ، وهو من خيار عباد الله ، أحسن السيرة بعد وفاة الظاهر وعدل في الأحكام وأزال المكوس والضرائب التي كانت مرتبة في أيام الظاهر.
وفي سنة ٦١٥ قصد عز الدين كيكاوس بن كيخسرو ـ صاحب بلاد الروم ـ ولاية حلب. وسبب ذلك أنه كان بحلب رجلان يسعيان بالناس إلى الملك الظاهر فلما مات الظاهر أبعدهما طغريل ، وكسد سوقهما وخشيا على نفسيهما من الناس فقصدا كيكاوس المذكور وزيّنا له قصد حلب. فعزم على ذلك وأشار عليه بعض أصحابه أن يصحب معه أحدا من بيت أيوب لأن أهل البلاد تحبهم فيسهل عليه مقصده ، فصحب معه الملك الأفضل وسارا معا متفقين على أن ما يفتحانه من بلاد حلب يكون للملك الأفضل وما يفتحانه من بلاد الجزيرة يكون لكيكاوس. ولما وصلا إلى قلعة تل باشر وفتحاها أخذها كيكاوس لنفسه خلاف ما اتفقا عليه ، فاشمأز الملك الأفضل وقال : هذا أول الغدر. ثم فترت همته وتوانى عن المسير معه.
أما شهاب الدين طغريل فإنه لما بلغه تحرك كيكاوس المذكور كتب إلى الملك الأشرف ابن صلاح الدين ـ وكان صاحب الجزيرة ـ يستدعيه ليدين له بالطاعة ويخطب باسمه ويجعل السكة باسمه ويأخذ ما اختاره من أعمال حلب. فأجابه إلى ذلك وسار بعسكره