والتوفّي ، والرزق ، والمُلك ، والعلم بالغيب ، فهذه الامور لله وحده بالأصالة ، وإذا نسبت لغيره فعلى نحو التمكين والإذن.
فعندما نرى أنّ هناك آيات كثيرة تنفي الشفاعة ظاهراً ، فإنّما أُريد منها نفي الشفاعة بالاستقلال والأصالة عن مخلوقات الله سبحانه : (يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ) (١) ، (فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) (٢) ، (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ) (٣).
وهناك آيات بيّنات تثبت مسألة الشفاعة لله وحده ، وقلنا : هي لله وحده على نحو الأًالة والاستقلاليّة :
قال تعالى : (لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ) (٤) ، وقال تعالى : (قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا) (٥).
ثمّ تجيء آيات مباركات لتثبت الشفاعة لغير الله ، وهذه الشفاعة لا تكون إلّا بالإذن الإلهيّ والارتضاء الإلهيّ ، قال تعالى : (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) (٦) ، وقال سبحانه : (يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) (٧) ، وقال سبحانه : (وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) (٨) ، وقال تعالى :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ البقرة : ٢٥٤.
٢ ـ الشعراء : ١٠٠ ـ ١٠١.
٣ ـ البقرة : ٤٨.
٤ ـ الأنعام : ٥١.
٥ ـ الزمر : ٤٤.
٦ ـ الأنبياء : ٢٨.
٧ ـ طه : ١٠٩.
٨ ـ سبأ : ٢٣.