سبحانه ، قال تعالى : (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) (١).
ومن هنا يتبيّن لنا أنّ الشفاعة إنّما هي لأهل الكبائر من المؤمنين ، وقد ورد في الحديث الصحيح ، إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي ، فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل (٢).
١٢ ـ الشفعاء من الوجهة التكوينيّة هم الأسباب المتوسطة بين الله والعباد ، مثل : المطر والضوء والحرارة والرياح وغيرها : أمّا من الوجهة التشريعيّة فالذي نقرؤه من ظاهر الآيات والروايات هم : الله سبحانه ، وهو الشفيع الأوّل والأكبر ، وشفاعته سبحانه بالأصالة والاستقلال ، والرسل والأنبياء لاسيّما خاتمهم وسيّدهم محمّد صلى الله عليه وآله ، وكذلك أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، والعلماء شفعاء ، والملائكة شفعاء ، والشهداء شفعاء ، والمؤمنون شفعاء بعضهم لبعض ، والقرآن شفيع لقارئه ، والتوبة شفيع ، حتى أنّ السُّقط شفيع لوالديه (٣) ، وهذه الشفاعة إنّما تكون بالإذن والارتضاء.
وسنرى ذلك من خلال الروايات التي نوردها في ختام هذا المبحث.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من لم يؤمن بحوضي ، فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي ، فلا أناله الله شفاعتي. ثمّ قال : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي ، فأمّا المحسنون منهم فما عليهم من سبيل (٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ النساء : ٣١.
٢ ـ الأمالي للصدوق : ١٦ / ح ٤ ، التوحيد : ٤٠٧ / ح ٦.
٣ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تَزوّدوا فإنّي مكاثرٌ بكم الأممَ غداُ في القيامة ، حتّى أنّ السقط لَيجيءُ مُحْبَنْطِياً على باب الجنّة ، فيقال له : أدخُلِ الجنّة ، فيقول : لا ، حتّى يَدخُل أبَوايَ قَبلي [معاني الأخبار : ٢٩١].
٤ ـ الأمالي للصدوق : ١٦ / ح ٤ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ : ١٣٦ / ح ٣٥.