هذا المال يَصِل الإنسان رَحِمَه ، ويتصدّق على الفقير ، ويطعم الجائع ، ويكسو العاري ، ويعمّر المساجد ، ويؤدّي فريضة الحجّ ، ويصون عرضه.
قال النبيّ صلى الله عليه وآله : نِعمَ المال الصالح للرجل الصالح (١) ، وقال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ الغني إذا كان وصولاً لرحمه ، بارّاً بإخوانه ، أضعَفَ اللهُ له الأجر ضعفين ؛ لأنّ الله تعالى يقول : (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) (٢).
وقال رجل للإمام الصادق عليه السلام : إنّنا نحبّ الدنيا ونحبّ أن نُؤتاها ، فقال عليه السلام : وتصنع بها ماذا؟ قال : أعود بها على أهلي ، وأصل رحمي ، وأحجّ وأعتمر ، وأُنفق في سبيل الله ، فقال عليه السلام : إنّها الآخرة وليست الدنيا.
ولكن قلّما كان جمع المال لا يخلو من آفة ويقود إلى الخسران ، فقد ورد عن عيسى عليه السلام قوله : في المال ثلاث آفات : أن يأخذه من غير حِلِّه. فقيل : إن أخذه من حِلِّه؟ قال عليه السلام : يضعه في غير حقّه ، فقيل له : إن وضعه في حقِّه؟ قال عليه السلام : يشغله إصلاحُه عن الله (٣).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنّك إن تَذَرْ ورثْتَك أغنياءَ خيرٌ من أن تذرهم عالةً يتكفّفون الناس (٤).
وقال صلى الله عليه وآله : لا خيرَ فيمن لا يحبّ المال يَصِل به رَحِمَه ، ويؤدّي به أمانته ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ تفسير مجمع البيان ٣ : ١٨.
٢ ـ تفسير القمّيّ ٢ : ٢٠٣ ، وسائل الشيعة ٩ : ٤٧٦ / ح ١٢٥٣٣ ، والآية في سورة سبأ : ٣٧.
٣ ـ جامع السعادات ٢ : ٥١.
٤ ـ صحيح البخاريّ ٢ : ٨٢.