الإمام الصادق عليه السلام قوله : إذا لم تكن حليماً فتحلّم (١).
وقد وصف الله سبحانه نفسه بالحلم في عشرة مواضع من كتابه العزيز حيث قال تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (٢) ، وقال سبحانه : (وَاللَّـهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) (٣).
ووصف سبحانه ثلاثة من الأصفياء من عباده بالحلم ، وهم : إبراهيم ، وهود ، وإسماعيل عليهم السلام.
قلنا : إنّ الحلم ملكة إنسانيّة ، وهي من صفات الكمال عند الفرد ، وهذه النفوس الإيمانيّة عادة تشعر بالطمأنينة والاستقرار النفسيّ ، والهدوء والرضى ، فلا يعصف بها الغضب فتفقد مكانها ومكانتها ، بل تعالج الأمور بالشكل الذي يأمر به العقل والشرع والأخلاق.
والحلم من الكمالات المعلومة عند كلّ أحد ، وهو من فضائل النفس ، ولكنّ الغضب قد يفسده كما يفسد الخَلُّ العسل ، أمّا العلم فإنّه إذا اقترن بالحلم زانه ، ويشهد لذلك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله دعاؤه :
اَللّهمّ أغْنِني بالعِلم ، وزيِّنّي بالحِلم (٤) ، وقال صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده ، ما جُمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم (٥).
وعدّت السنّة الشريفة الحلم من الرفعة وعظيم المنزلة عند الله سبحانه ، ففي الأثر المروي أنّه صلى الله عليه وآله قال : ابتغوا الرفعة عند الله. قالوا : وما هي يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ١١٢ / ح ٦.
٢ ـ البقرة : ٢٣٥.
٣ ـ البقرة : ٢٦٣.
٤ ـ جامع السعادات ١ : ٢٩٦.
٥ ـ الخصال : ٥ / ح ١١.