وعن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله : إنّ الله يحبّ الحَيِيَّ الحليم (١).
وقد اتّصف آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين ـ الذين هم الامتداد الطبيعيّ لسيرة جدّهم الأعظم ، والذين هم تلاميذ القرآن وحملته ـ اتّصفوا بأعلى درجات الحلم.
فقد ورد في الصحيح : أنّ أبا عبد الله الصادق عليه السلام بعث غلاماً له في حاجة فأبطأ ، فخرج عليه السلام في أثره لمّا أبطأ عليه فوجده نائماً ، فجلس عليه السلام عند رأسه يروّحُه حتّى انتبه ، فلمّا انتبه قال له أبو عبد الله عليه السلام : يا فلان ، والله ما ذاك لك ، تنام الليل والنهار ، لك الليل ، ولنا منك النهار (٢).
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه كان ينادي على أحد مواليه فلا يجيبه ، فسأله عليه السلام عن سبب ذلك ، فقال أَمِنتُ عقابك ، فقال عليه السلام : إذهَبْ فأنت حرٌّ لوجه الله (٣).
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله في وصيّته لعليّ عليه السلام : يا عليّ ، ألا أخبركم بأشبهكم بي خلقاً؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله : أحسنكم خُلقاً ، وأعظمكم حِلماً ، وأبرّكم بقرابته ، وأشدّكم من نفسه إنصافاً (٤).
وعن جابر بن عبد الله قال : سمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلاً يشتم مولاه قنبراً ، وقد رام قنبر أن يردّ عليه ، فناداه أمير المؤمنين عليه السلام : مهلاً يا قنبر ، دَعْ شاتمك مُهاناً تُرضِ الرحمان وتُسخط الشيطان ، وتعاقب عدوّك ، فوالذي فلق الحبّة ، وبرأ النَّسَمة ، ما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ جامع السعادات ١ : ٢٩٦.
٢ ـ الكافي ٨ : ٨٧ / ح ٥٠.
٣ ـ مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام للكوفيّ : ٨٦ ، شرح نهج البلاغة ١١ : ٢٢١.
٤ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ : ٣٧٠ / ح ٥٧٦٥.