وورد في «عيون أخبار الرضا» أنّ سلمان المحمّدي دعا أبا ذرّ الغفاري ذات يوم إلى ضيافة ، فقدّم إليه من جرابه كسرةَ خبز يابسة وبلَّها من رَكْوته ، فقال أبو ذر : ما أطيبَ هذا الخبز لو كان معه ملح! فقام سلمان وخرج ، ورهن ركوته بملح وحمله إليه ، فجعل أبو ذرّ يأكل الخبز ويذرّ عليه ذلك الملح ويقول : الحمد لله الذي رزقنا هذه القناعة ، فقال سلمان : لو كانت قناعة ، لم تكن ركوتي مرهونة (١)!
ونعم ما قيل في الأثر : حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين (٢).
وقال تعالى في محكم كتابه المبين : (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) (٣).
الآية الشريفة تنهى عن التعلّق بأسباب الدنيا وزينتها وزخرفها إلى الحدّ الذي تستعبد الإنسان وتوقعه في شَرَكِها.
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين المعصومين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٥٣ / ح ٢٠٣.
٢ ـ كشف الخفاء ١ : ٣٥٧.
٣ ـ طه : ١٣١.