واليقين يقود إلى مرتبة أرقى وهي الإخلاص ، والإخلاص هو روح العبادة ، وقوام الإيمان والإقبال على الله ، والإخلاص يكون إمّا في أصل التوحيد ، وإمّا في أصل الأعمال العباديّة.
وقد ورد في الأحاديث المستفيضة ما يشير إلى أهميّة الإخلاص ، منها : قول النبيّ صلى الله عليه وآله : ما أخلص عبد لله عزّ وجلّ أربعين صباحاً إلّا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه (١).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : بالإخلاص يكون الخلاص (٢).
وعن النبيّ صلى الله عليه وآله قال : من قال : لا إلهَ إلّا اللهُ مخلصاً دخل الجنّة ، وإخلاصه أن يحجزه لا إله إلّا الله عمّا حرّم الله عزّ وجلّ (٣).
وقال الإمام الجواد عليه السلام : أفضل العبادة الإخلاص (٤). وقال الإمام الصادق عليه السلام : وأدنى مقام المخلص في الدنيا السلامة من جميع الآثام ، وفي الآخرة النجاة من النار والفوز بالجنّة (٥).
يقول السيّد عبد الأعلى السبزواريّ : الخلوص والإخلاص لله تعالى في الأعمال والحالات ، كجواز سفر إلهيّ للسياحة في عوالم الغيب وإتيان التحف منها إلى عالم الشهادة وبحسب مراتب الإخلاص وظرفيّة المخلص هذا مقام عالٍ جداً ، ولذا تواترت نصوص الفريقين بما مضمونه : أنّ السعي في زيادة كيفيّة الأعمال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٦٩ / ح ٣٢١ ـ الباب ٣١.
٢ ـ الكافي ٢ : ٤٦٨ / ح ٢.
٣ ـ معاني الأخبار : ٣٧٠ / ح ٢.
٤ ـ تفسير الإمام العسكريّ عليه السلام : ٣٢٩ / ح ١٨٦ ، عدّة الداعي : ٢١٩.
٥ ـ رسائل الشهيد الثاني : ١٢٥ ، بحار الأنوار ٦٧ : ٢٤٥ / ح ١٨ ـ عن : مصباح الشريعة : ٥٣.