ولن يَسبقك إلى رزقك طالب ، ولن يغلبك عليه غالب ، ولن يبطئ عنك ما قد قُدّر لك (١).
وعن النبيّ صلى الله عليه وآله قال : إنّ الرزق لَينزل من السماء إلى الأرض على عدد قَطْر المطر إلى كلّ نفس بما قُدّر لها ، ولكنْ لله فضول ، فاسألوا الله من فضله (٢).
وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : إنّ الله قسّم الأرزاق بين عباده ، وأفضل فضلاً كبيراً لم يقسّمه بين أحد ، قال الله : (وَاسْأَلُوا اللَّـهَ مِن فَضْلِهِ) (٣) ، (٤).
وهذه الروايات لا تلغي سنّة الأسباب ، ولا وجوب السعي للوصول إلى مفاتيح خزائن الله لنيل رحمته ، فقد كان أمير المؤمنين يزرع ويسقي ويحفر الآبار في حرّ الهجير ، واستطاع أن يعتق ألف مملوك من كدّ يمينه وعرق جبينه ، وكان عليه السلام الأُسوة الحسنة حتّى لأولاده المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.
فقد كان الإمامانِ الباقر والصادق عليهما السلام يمارسان الفلاحة والزراعة والسقي بأنفسهما ، ويتصبّبان عرقاً ، في الوقت الذي كان عندهم من المماليك والأتباع ما يكفونهم مؤونة ذلك ، لكنّهم شاؤوا أن يراهم الله في ساحة العمل وميدان الكدح للكدّ على أنفسهم وعيالاتهم وأتباعهم.
رُوي عن الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام أنّه قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام يخرج في الهاجرة في الحاجة قد كُفِيها ، يريد أن يراه الله تعالى يُتعِب نفسه في طلب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٣٧٩.
٢ ـ قرب الإسناد : ١١٧ / ح ٤١١.
٣ ـ تفسير العيّاشيّ ١ : ٢٣٩ / ح ١١٧.
٤ ـ النساء : ٣٢.