استعداده ، وقد رأينا في الآثار الصحيحة أنّ الأنبياء والأئمّة الكرام كانت لهم القدرة الامتداديّة على : إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، وعلى خلق الطير من الطين ، وقد تحدّث القرآن عن هذا بجلاء ، وأنّ بعضهم عليهم السلام كانت له القدرة على تحويل الرمل والصخور إلى ذهب ، فسبحان من أعطى وتفضّل ، وله الشكر على ما أنعم وقضى.
والرزق مقسوم من الله سبحانه وفق المصالح والحِكَم التي لا يعلمها غيره ، ولا تموت نفس حتّى تستكمل رزقها.
وفي رواية عن الإمام الباقر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حجّة الوداع : ألا إنّ الروح الأمين نفث في رُوعي أنّه لا تموت نفس حتّى تستكمل رزقها ، فاتّقوا الله عزّ وجلّ وأجمِلُوا في الطلب ، ولا يحملنّكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله ، فإنّ الله تبارك وتعالى قسّم الأرزاق بين خلقه حلالاً ، ولم يقسّمها حراماً ، فمَنِ اتّقى وصبر أتاه الله برزقه من حِلّه ، ومن هتك حجاب الستر وعجّل فأخذه من غير حِلّهِ قُصَّ به من رزقه الحلال وحُوسب عليه (١).
وصدق الله العزيز حيث قال : (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) (٢) ، وفي «نهج البلاغة» ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا ابنَ آدم ، الرزق رزقان : رزقٌ تطلبه ، ورزق يطلبك ، فإنْ لم تأته أتاك ، فلا تُحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ على هَمِّ يَوْمِكَ ، كفاك كلّ يومٍ ما فيه ، فإن تكن السنةُ من عمرك فإنّ الله تعالى سيؤتيك في كلّ غد جديد ما قَسَم لك ، وإن لم تكن السنةُ من عمرك فما تصنع بالهمّ فيما ليس لك ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٥ : ٨٠ / ح ١ ـ باب الإجمال في الطلب.
٢ ـ الطلاق : ٢ ـ ٣.