بألف درهم ، فعمل ثلاثَمائةٍ وستّين درعاً فباعها بثلاثِمائةٍ وستّين ألفاً ، واستغنى عن بيت المال (١).
وقد وردت روايات تندب إلى الغرس والزرع والسقي ، لما للزراعة من أهمّية كبيرة في توفير القوت لأبناء الأُمّة ، ففي المرويّ عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال : لقيَ رجل أمير المؤمنين عليه السلام وتحته وسق من نوى ، فقال له : ما هذا يا أبا الحسن تحتك؟ فقال عليه السلام : مائة ألف عذق إن شاء الله ، قال : فغرسه فلم يغادر منه نواةً واحدة (٢).
وسأل الواسطيّ الإمام الصادق عليه السلام عن الفلّاحين ، فقال عليه السلام : هم الزارعون ، كنوزَ الله في أرضه ، وما في الأعمال شيء أحلّ إلى الله من الزراعة ، وما بعث الله نبيّاً إلّا زارعاً إلّا إدريسَ عليه السلام فإنّه كان خيّاطاً (٣). وفي رواية أُخرى عنه عليه السلام في قوله تعالى : (وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (٤) قال : الزارعون (٥).
وقد ورد في الآثار المعتبرة استحباب الدعاء في طلب الرزق ، والرجاء للرزق من حيث لا يحتسب الإنسان ، فإنّ كرم الله واسع.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فإنّ موسى بن عمران عليه السلام خرج يقتبس ناراً لأهله فكلّمه الله عزّ وجلّ ورجع نبيّاً مرسلاً ، وخرجت مَلِكة سبأ فأسلمت مع سليمان عليه السلام ، وخرج سَحَرة فرعون يطلبون العزَّ لفرعون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٥ : ٧٤ / ح ٥.
٢ ـ نفسه ٥ : ٧٥ / ح ٦.
٣ ـ تهذيب الأحكام ٦ : ٣٨٤ / ح ١١٣٨.
٤ ـ ابراهيم : ١٢.
٥ ـ تفسير العيّاشيّ ٢ : ٢٢٢ / ح ٦ ، وسائل الشيعة ١٧ : ٤٢ / ح ٢١٩٣٥.