خيراً تره خيراً ، وإن كان شرّاً تره شرّاً واذا وُضعَت الجنازة على شفير القبر نودي بثلاث : يا ابن آدم ، كنتَ على ظهري ضاحكاً فصرتَ في بطني باكياً ، وكنت على ظهري فَرِحاً فصرت في بطني حزيناً ، وكنت على ظهري ناطقاً فصرت في بطني ساكتاً!
وإذا أدبر الناس عنه يقول الله تعالى : يا عبدي بَقِيتَ فريداً وحيداً ، وتركوك في ظُلمة القبر وقد عصيتَني لأجلهم ، وأنا أرحمك اليوم رحمةً يتعجّب منها الخلائق ، وأنا لَأَشفَقُ عليك من الوالدة بولدها (١).
ـ في كرامات المؤمن بعد قبض الروح.
ورد في الأثر عن الإمام الصادق عليه السلام : فإذا خرَجَت النَّفْس من الجسد ، فيُعرَض عليها كما عُرض عليه وهي في الجسد ، فتختار الآخرة ، فتغسّله فيمن يغسّله ، وتقلّبه فيمن يقلّبه ، فإذا أُدرج في أكفانه ووُضع على سريره ، خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قُدُماً ، وتَلقّاه أرواح المؤمنين يسلّمون عليه ، ويبشّرونه بما أعدّ الله جلّ ثناؤه له من النعيم (٢).
وقيل لأبي ذرّ رضي الله عنه : كيف ترى قدومنا على الله؟ قال : أمّا المحسن منكم فكالغائب يَقْدم على أهله ، وأمّا المسيء منكم فكالآبق يَرِد على مولاه (٣).
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله : مستريح ومُستراح منه ، أمّا المستريح فالعبد الصالح ، استراح من غمّ الدنيا وما كان فيه من العبادة إلى الراحة ونعيم الآخرة ، وأمّا المستراح منه فالفاجر يستريح منه المَلَكانِ اللذان يحفظان عليه ، وخادمُه وأهله والأرض التي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ شجرة طوبى ٢ : ٤٤٩.
٢ ـ الكافي ٣ : ١٣٠ / ح ٢.
٣ ـ نفسه ٢ : ٤٥٨ / ح ٢٠.