إنّ الله سبحانه إذا أحبّ مؤمناً ابتلاه بالبلايا والمحن والأمراض أو بسلطانِ سَوء ، أو جار سَوء ، أو قرين سَوء ، أو زوجة سَوء ، حتّى يَرِدّ عليه وليس عليه ذنب ، ففي المنقول عن الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد الله بعبد خيراً عجّل عقوبته في الدنيا ، وإذا أراد الله بعبدٍ سوءاً أمسك عليه ذنوبه حتّى يُوافي بها يوم القيامة (١).
وورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله : لو أنّ المؤمن خرج من الدنيا وعليه مِثلُ ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفّارةَ تلك الذنوب ، وما كان من راحة المؤمن هنالك فهو عاجل ثوابه ، وما كان من شدّة فيمحّصه من ذنوبه ، لِيَرِدَ الآخرة نقيّاً نظيفاً مستحقّاً لثواب الأدب ، لا مانع له من دونه (٢).
ـ في كيفيّة نداء الروح بعد خروجها.
ورد في الخبر : إذا فارق الروح البدن ، نُودي من السماء بثلاث صيحات : يا ابن آدم ، أتركتَ الدنيا أم الدنيا تركَتْك؟ أجمَعتَ الدنيا أم الدنيا جمعَتْك؟ أقتلتَ الدنيا أم الدنيا قتَلتْك؟ وإذا وُضع على المغتسل نُودي بثلاث : يا ابن آدم ، أين بدنك القويّ لِما أضعفك؟ وأين لسانك الفصيح لِما أسكَتَك؟ وأين أحبّاؤك لِما أوحشك؟ وإذا وُضع عليه الكفن نودي بثلاث : تذهب إلى سفر بعيد بغير زاد ، وتخرج من منزلك فلا ترجع أبداً ، وتصير إلى بيت أهول.
وإذا حُمل على الجَنازة نودي بثلاث : طوبى لك إن كان عملك خيراً ، وطوبى لك إن كنت صَحِبَك رضوان الله ، وويل لك إن كنت صَحِبك سخط الله ، وإذا وُضع للصلاة نودي بثلاث : يا ابن آدم ، كلُّ عمل عَمِلتَه تراه الساعة ، إن كان عملك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الخصال : ٢٠ ح ٧٠.
٢ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ : ٤١١ / ح ٥٨٩٦ ، وقريب منه في : علل الشرائع : ٢٩٨ / ح ٢ ـ الباب ٢٣٥.