فسكن الرجل واستسلم ونشط وغمّض عين نفسه ومضى لسبيله (١).
ـ خلود المؤمن في الجنّة.
إن المؤمن إذا مات قُبِض شهيداً وصدّيقاً ، وبكته الملائكة وبقاع الأرض وأبواب السماء ، كلّ ذلك لحرمته ، وعلوّ شأنه عند ربّه ، فقد ورد في الأثر : المؤمن على أيّ حال مات ، وفي أيّ يوم مات ، وساعة قُبض فهو شهيد صدّيق (٢).
وعن الإمام الحسين عليه السلام قال : ما من شيعتنا إلّا صدّيق شهيد ، قيل : جُعلت فداك أنّى يكون ذلك وعامّتهم يموتتون على فراشهم؟ فقال عليه السلام : أما تتلو كتاب الله في الحديد : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ) (٣). وقال : لو كان الشهداء ليس إلّا كما تقول لكان الشهداء قليلاً (٤).
وسأل رجل اسمُه مالك بن أعين الجهني الإمامَ الصادق عليه السلام قائلاً : أُدعُ اللهَ أن يرزقني الشهادة ، فقال عليه السلام : المؤمن شهيد. وتلا هذه الآية السابقة.
وقال عليه السلام : يا مالك ، إنّ الميّت منكم ـ واللهِ ـ على هذا الأمر لَشهيدٌ بمنزلة الضارب بالسيف في سبيل الله. مَن آمن بنا ، وصدّق حديثنا ، كان كمن قُتِل تحت راية القائم عليه السلام ، بلى والله تحت راية رسول الله صلى الله عليه وآله (٥).
وورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله : مَن مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً (٦).
ـ في تصفية المؤمن بالموت :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ معاني الأخبار : ٢٩٠ / ح ٩ ـ باب معنى الموت ، الاعتقادات في دين الإماميّة : ٥٦.
٢ ـ تأويل الآيات ١ : ١٤١ ، معارج اليقين للسبزواريّ : ٤٧٣ ح ١٠.
٣ ـ الحديد : ١٩.
٤ ـ المحاسن : ١ ـ ١٦٤ / ح ١١٥.
٥ ـ نفسه : ١٧٤ / ح ١٥٠.
٦ ـ الكشاف ٣ : ٤٦٧.