كلّ بقعة منها : اللهمّ اجعله في بطني ، قال فَيُجاء به حتّى يُوضع في الحفرة التي قضاها الله له (١). وهي التربة التي خُلِق منها (٢).
وسُئل الإمام الصادق عليه السلام : لأيّ علّة يُغسَّل الميّت؟ فقال عليه السلام : تخرج منه النطفة التي خُلِق منها ، تخرج من عينيه أو مِن فِيه (٣).
وقال عليه السلام : يُغَسَّل الميّت لأنّه جُنُب ، ولتُلاقيه الملائكة وهو طاهر (٤). وفي رواية : إنّ المؤمن إذا وضع في حفرته ناداه ربّه تطلّفاً به : عبدي تركك أحبّاؤك والذين عصيتني لهم وحيداُ في لحدك وحفرتك ، وأنا أرحمك الآن رحمة تعجب منها الخلائق بأجمعهم ، فيقول للملائكة : اذهبوا إلى عبدي وتصلون قلبه ، وافتحوا له في قبره باباً إلى الجنّة ، ووسّعوا قبره ، واملأوه نوراً ، وأدخلوا عليه أنواع الرياحين والموائد من الطعام والشراب ثمّ اتركوه لي ، أنا مؤنسه إلى يوم القيامة.
وورد في الروايات : إنّ المؤمن يعلم بالزائر ويأنس ويفرح به (٥).
وصدق مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فيما نُقل عنه : الناس نيام ، فإذا ماتوا انتبهوا (٦).
وقد ورد استحباب التصدّق عن الموتى ، وقراءة القرآن لهم ، والشهادة لهم بأنّا لا نعلم منهم إلّا خيراً ، والصلاة عليهم ليلة الدفن. أمّا قضاء فوائتهم العباديّة فيجب على الولد الذَّكَر الأكبر بخصوص والده ، ويُستحبّ لغيره.
وقد ورد في الخبر : فإذا توجّه الناس إلى عرصات القيامة ، فمنهم مَن يبعث الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الاختصاص للمفيد : ٣٤٧.
٢ ـ يُنظر : الكافي ٣ : ٢٥١ / ح ٧.
٣ ـ من لا يحضره الفقيه ١ : ١٣٨ / ح ٣٧٥.
٤ ـ علل الشرائع : ٣٠٠ ح ٢ ـ الباب ٢٣٨.
٥ ـ يُنظر : الكافي ٣ : ٢٢٨ / ح ٤.
٦ ـ خصائص الأئمّة للشريف الرضيّ : ١١٢.