بَعْضًا) (١).
والتجسّس هو تتّبع ما استتر من أمور الناس للاطلاع عليه ، وفيه هتك لحرمات المؤمنين التي هي من حرمات الله ، ففي الخبر عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه قال : من استمع خبر قوم وهم له كارهون صُبَّ في أذنهِ الآنك يوم القيامة! (٢) والآنك هو الرصاص الذائب.
وهذه الحالة في من حُبّ شيوع الفاحشة في الذين آمنوا ، وجوابها في قوله تبارك وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) (٣).
ولا شكّ أَنّ هذه الصفات النفسانيّة الرذيلة من أمراض الباطن التي تقود إلى الطبع على القلب وانتكاسته وانعدام الرؤية ، ولهذه الصفات آثار اجتماعيّة مقيتة ، لأنّها تبذر الفُرقة بين صفوف المؤمنين ، وتصادر هويّاتهم وتهدم مروءتهم ، وتمرّغ كراماتهم في الوحل.
إنّ إشاعة الفاحشة في الوسط الاجتماعيّ لها أثر كبير وخطير في تشجيع العوامّ على التوثّب والتجرّؤ على محارم الله ، حيث يسهل على النفس فعل المنكر بعد شيوعه والاعتياد عليه ، وبعد أن يصبح حالة مألوفة لا تهتزّ لها المشاعر ولا تنكرها الأذواق ، وهنا يقلّ دور العاملين وتأثيرهم في عمليّة الإًلاح والتغيير.
وهنالك حالة مرضيّة أخرى ، هي إحصاء الأخطاء وادّخارها إلى وقت المشاجرة والخصومة ، وقد قال الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام : إنّ أقرب ما يكون العبد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الحجرات : ١٢.
٢ ـ جامع السعادات ٢ : ٢٠٨.
٣ ـ النور : ١٩.