قال عليه السلام : يا محمّد ، كذّبْ سمعك وبصرك عن أخيك ، فإن شهد عندك خمسون قَسامة (١) ، وقال لك قولاً فصدّقه وكذّبهم ، ولا تُذيعنّ عليه شيئاً تَشينه به وتهدم به مروءته ، فتكون من الذين قال الله في كتابه : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) (٢).
والقَسامة خمسون شاهداً.
وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا معشرَ مَن أسلم بلسانه ولم يُسلم بقلبه ، لا تَتَّبِعوا عثرات المسلمين ، فإنّه من تتبَّع عثرات المسلمين تَتبَّع الله عثرتَه ، ومَن تتبَّع الله عثرته يفضحه (٣).
وقد اعتبر الشارع الأعظم الحديث والمجالس أمانة لا يجوز كشفها إلّا برخصة من أصحابها ، قال النبيّ صلى الله عليه وآله : إذا حدّث الرجل الحديث ثمّ التفت ، فهي أمانة (٤).
وقال صلى الله عليه وآله : الحديث بينكم أمانة.
وورد في الأثر المعتبر : أنّ من الخيانة أن تحدّث بسرّ أخيك (٥).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : قولوا الخير تُعرَفوا به ، واعملوا الخير تكونوا من أهله ، ولا تكونوا عُجُلاً مَذاييع ، فإنّ خياركم الذين إذا نُظر إليهم ذُكر الاله ، وشراركم المشّاؤون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ قال ابن درير : القَسامة : الجماعة من الناس يشهدون أو يحلفون على الشيء ، وسُمّوا قسامة لأنّهم يقسمون على الشيء أنّه كان كذا وكذا ، أو لم يكن. [ترتيب جمهرة اللغة ٣ : ١٣٣ ـ «قسم»].
٢ ـ الكافي ٨ : ١٤٧ / ح ١٢٥ ، وسائل الشيعة ١٢ : ٢٩٥ / ح ١٦٣٤٣ ، والآية في سورة النور : ١٩.
٣ ـ الكافي ٢ : ٣٥٥ / ح ٤.
٤ ـ سنن الترمذي ٣ : ٢٣٠ / ح ٢٠٢٥.
٥ ـ جامع السعادات ٢ : ٢٧٣.