بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبّة ، المبتغون للبُرآء المعايب (١).
وفي الحديث المشهور قال النبيّ صلى الله عليه وآله : المسلم مَن سَلِم المسلمون من يده ولسانه (٢).
وفي الأخبار أنّ شاذويه بن الحسين القمّيّ قال : دخلت على أبي جعفر «الباقر» عليه السلام وبأهلي حَبَل «حمل» ، فقلت : جُعلت فداك ، أُدعُ الله أن يرزقني ولداً ذكراً. فأطرق عليه السلام مليّاً ثمّ رفع رأسه فقال : إذهبْ فالله يرزقك غلاماً ـ قالها ثلاث مرّات ـ.
قال : فقدمت مكّة فصرت إلى المسجد ، فأتى محمّد بن الحسن بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا ، منهم : صفوان بن يحيى ، ومحمّد بن سنان ، ومحمّد بن أبي عمير وغيرهم ، فأتيتهم فسألوني ، فأخبرتهم بما قال عليه السلام ، فقالوا لي : فهمت عنه عليه السلام ذكراً وزكيّاً؟
فقلت : ذكراً قد فهمت ، قال محمّد بن سنان : إمّا أنت ستُرزق ولداً ، إنّه إمّا يموت على المكان أو يكون ميّتاً ، فقال أصحابنا لمحمّد بن سنان : أسأتَ ، قد علمنا الذي علمت ، فأتى غلام في المسجد فقال لشاذويه القمّي : أدرك فقد مات أهلك. قال : فذهبت مسرعاً ، فوجدتها على شُرف الموت ، ثم لم تلبث أن ولدت غلاماً ميّتاً (٣).
وروي أنّ الإمام الباقر عليه السلام تأذّى من تصرّف محمّد بن سنان لأنّه أذاع سرّاً من أسراره عليه السلام من دون رخصة منه ، وقيل : إنّ الإمام الباقر عليه السلام لم يكلّم محمّد بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٢٢٥ / ح ١٢.
٢ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ : ٣٦٢ ـ باب النوادر / ح ٥٧٦٢.
٣ ـ معجم رجال الحديث ١٧ : ١٦٦ ، وفي طبعة أخرى ١٦ : ١٧٤.