سنان حتّى مات.
وفي «الكافي» في قوله تعالى : (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ) (١) ، عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قرأ الآية فقال عليه السلام : واللهِ ما قتلوهم بأيديهم ، ولا ضربوهم بأسيافهم ، ولكنّهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها ، فأُخذوا عليها فقُتِلوا ، فصار قتلاً واعتداءً ومعصية (٢).
لقد كان العالم الكبير محمّد بن سنان ضحيّة لسانه ، هذا اللسان الذي هو أخطر جوارح الإنسان وأشدّها إضراراً بالمرء ، فهو الوسيلة التي يستعملها ضعاف النفوس والإيمان في الخوض بالباطل ، وهتك حرمات المؤمنين ، والغناء وشهادة الزور ، فاللسان هو المترجم الظاهريّ عمّا يجيش في باطن الإنسان من حالاتٍ وخصال وصفات ، فإذا صلح الباطن صلح اللسان وغيره ، وإذا خبث القلب خبث اللسان وبقيّة الجوارح.
قال الإمام عليّ عليه السلام : ما أضمر أحد شيئاً إلّا ظَهَر في فَلَتاتِ لسانه ، وصَفَحاتِ وجهه (٣).
إذن هناك علاقة وارتباط وثيق بين الباطن والظاهر ، كما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : وهل يَكُبُّ الناسَ على مناخرهم في النار إلّا حصائدُ ألسنتهم؟! (٤)
وورد عنه صلى الله عليه وآله أيضاً قوله : من يتكفّل لي ما بين لِحْيَه ورِجْلَيه ، أتكفّل له
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ البقرة : ٦١.
٢ ـ الكافي ٢ : ٣٧١ / ح ٦.
٣ ـ نهج البلاغة ٤ : ٧ ح ٢٦.
٤ ـ الكافي ٢ : ١١٥ / ح ١٤.