بالجنّة (١). أي يضمن صلى الله عليه وآله الجنّة لمن يتكفّل بحفظ لسانه وفَرْجِه ، وقال صلى الله عليه وآله : أكثرُ ما تَلجُ به أمّتي النار الأجوفان : البطن والفَرْج (٢).
وقال صلى الله عليه وآله : لا يستقيم إيمانُ عبدٍ حتّى يستقيمَ قلبه ، ولا يَستقيمُ قلبه حتّى يستقيم لسانه (٣).
وقال صلى الله عليه وآله : إذا أصبح ابن آدم أصبَحَت الأعضاء كلّها تُكَفِّر اللسان فتقول : اتّقِ اللهَ فينا ، فإنّما نحن بك ، فإذا استقمتَ استقمنا ، وإن اعوَجَجْتَ اعوججنا (٤).
وربّما تترتّب على زلّات اللسان آثار فرديّة واجتماعيّة خطيرة تقود صاحبها إلى النار ، وإلى إقامة الحدود وإنزال العقوبات الدنيويّة ، فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : يعذّب اللهُ اللسانَ بعذابٍ لا يُعذَبُ به شيئاً من الجوارح ، فيقول : أي ربّ ، عذّبتَني بعذابٍ لم تعذّب به شيئاً ، فيقال له : خرَجَت منك كلمةٌ فبَلغَت مشارق الأرض ومغاربها ، فسُفِكَ بها الدم الحرام ، وانتُهِب بها المال الحرام ، وانتُهك بها الفَرْجُ الحرام ، وعزّتي وجلالي ، لَأُعذّبنّك بعذاب لا أُعذّب به شيئاً من جوارحك! (٥)
وورد عن الإمام السجّاد عليه السلام قوله : إنَّ لسان ابن آدم يُشرف على جميع جوارحه كلَّ صباح فيقول : كيف أصبحتم؟ فيقولون : بخير إن تركتَنا ، ويقولون : اللهَ اللهَ فينا ، ويناشدوه ويقولون : إنّما نُثاب ونعاقب بك (٦).
إنّ الإنسان هو الكائن الوحيد الذي أكرمه الله تعالى بالنطق ، لكنّ الكثير بدّل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الاستذكار ٨ : ٥٦٥ ، التمهيد ٥ : ٦٢.
٢ ـ الكافي ٢ : ٧٩ / ح ٥.
٣ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٧٦.
٤ ـ مسند أحمد ٣ : ٩٦.
٥ ـ الكافي ٢ : ١١٥ / ح ١٦.
٦ ـ نفسه ٢ : ١١٥ / ح ١٣.