قال الله تعالى : (وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (١).
والأنبياء والرسل هم رموزٌ إيمانيّة للدعوة إلى الله سبحانه.
قال تعالى على لسان نبيّه الأعظم صلى الله عليه وآله : (قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (٢).
وقال سبحانه : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) (٣).
فأمَرَ الله الدعاة والمبلّغين بالدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالحسنى ، وبإقامة الدليل ، ونبذ العنف والأهواء ، واستعمال اللين والرفق مع عباد الله.
لقد أراد الله سبحانه نجاة عباده وهدايتهم إلى سواء السبيل ، وصراطه المستقيم الذي يضمن لهم السعادة في الدارين ، ولولا أن يُمهِل الله عباده في المؤاخذة لهلك كلّ من عليها ، لكنّه شاء برحمته أن يؤخّرهم لعلّهم يرجعون عن كفرهم وعنادهم ومعاصيهم إلى طريق التوحيد والطاعة والكرامة الإلهيّة.
قال تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٤).
وهذا لسان القرآن الناطق يتحدّث عن الله سبحانه مخاطباً نبيّه موسى عليه السلام وأخاه هارون عليه السلام أن يذهبا إلى طاغية عصرهم فرعون لدعوته إلى طريق الله ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ يونس : ٢٥.
٢ ـ يوسف : ١٠٨.
٣ ـ الأحزاب : ٤٥ ـ ٤٦.
٤ ـ الروم : ٤١.