الخُرق (١).
بل الإنسان مأمور بالرفق بنفسه ، فإنَّ النفوس لها إقبال وإدبار ، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل ، وإذا أدبرت فأَلزِمُوها الفرائض. ولقد شاهدنا بعض الشباب ممّن لا خبرة لهم بالحياة وميادين التربية والشريعة قد انحرفوا كثيراً عندما حمّلوا أنفسهم فوق طاقتهم.
وقد ورد في السيرة الشريفة لأهل البيت عليهم السلام نماذج كثيرة حول الرفق الذي اتّسموا به عن صدق المبادئ ، وعن المعرفة الحقّة ، فقد ورد أنّ جماعة من اليهود دخلوا على النبيّ صلى الله عليه وآله فقالوا : يا محمّد ، السامُ عليك ، أي الموت.
فقال صلى الله عليه وآله : وعليكم. فامتعظت إحدى زوجاته وقالت لهم : بل السام عليكم واللعنة. فقال لها صلى الله عليه وآله : لقد أجَبْتُهم. ثمّ قال صلى الله عليه وآله : خذوا كلّ شيء بالرفق (٢).
أمّا في مسألة التأديب تعزيراً فقد ورد في المسألة ٢٨٥ من «مباني تكملة المنهاج» للمرجع السيّد الخوئيّ قدس سره : لا بأس بضرب الصبيّ تأديباً خمسة أو ستّة مع رفق ، كما لا بأس بضرب المملوك تأديباً إلى عشرة.
وورد في الاستدلال على ذلك قوله قدس سره : تدلّ على ذلك مُعتبرَةُ حمّاد بن عثمان قال : قلت لأبي عبد الله في أدب الصبي والمملوك ، فقال عليه السلام : خمسة أو ستّة وارفِقْ (٣).
ومعتبرة إسحاق بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ربّما ضربت الغلام في بعض ما يحرم ، فقال عليه السلام : وكم تضربه؟ قلت : ربّما ضربته مائة ، فقال عليه السلام : مائة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ تحف العقول : ٨٩.
٢ ـ انظر صحيح البخاريّ ٨ : ٨٠.
٣ ـ الكافي ٧ : ٢٦٨ / ح ٣٥.