كلَّه (١).
وقد رأينا من خلال تجاربنا الاجتماعيّة أنّ الناس قد انفضّوا من بعض المفكّرين والعاملين ، بل من بعض أرباب الصنايع والمكاسب ، وما ذلك إلّا لحالة الغضب والعنف والشدّة التي كانوا يتّصفون بها.
إنّ الرفق يدعو إلى مداراة الناس والإخوان والأبناء ، فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : إنّا أُمِرنا ـ معاشر الأنبياء ـ بمداراة الناس كما أُمرنا بالفرائض (٢).
وقال صلى الله عليه وآله : المداراة نصف الإيمان (٣).
وورد في وجوب مداراة الناس والتعامل معهم بالأخلاق الحسنة والرفق والمروءة والأحاديث الكثيرة فقد قال صلى الله عليه وآله : ما يُوضَع في ميزان امرئٍ يوم القيامة أفضلُ مِن حُسن الخُلق (٤).
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله مخاطباً أقاربه ، آمراً إيّاهم بحسن الخلق ومداراة الناس : يا بَني عبد المطّلب ، إنّكم لن تَسَعوا الناسَ بأموالكم ، فالْقُوهم بطلاقة الوجه وحسْن البِشر (٥).
وقال صلى الله عليه وآله : إنّ العبد لَيبلغُ بِحُسن خلقه عظيمَ درجات الآخرة ، وأشرف المنازل ، وإنّه يُضعف العبادة (٦). أي يضاعفها.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام لولده الحسين عليه السلام : أي بُنيّ ، رأس العلم الرفق ، وآفتُه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ١١٩ / ح ٧.
٢ ـ الأمالي للطوسيّ : ٥٢١ / ح ١١٥٠.
٣ ـ جامع السعادات ١ : ٣٠٥.
٤ ـ الكافي ٢ : ٩٩ / ح ٢.
٥ ـ نفسه ٢ : ١٠٣ / ح ١.
٦ ـ المعجم الكبير للطبرانيّ ١ : ٢٦٠ / ح ٧٥٤.