لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون ، وأنّ الملك والحكم له وحده ، فلا يعترض عليه أحد في شأن التدبير ، لأنّ ذلك من لوازم الربوبيّة التي لا يشاركه فيها غيره.
والعزّة : حالة مانعة للإنسان من أن يُغلب ، قال تعالى : (أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا) (١) ، والعزيز : هو الذي يَقهَر ولا يُقهر ، قال تعالى : (إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٢).
وقد تُمدح العزّو كما سبق ، وقد تُذمّ كعزّة الكفّار ، قال سبحانه وتعالى : (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ) (٣).
ووجه ذلك أنّ العزة التي هي لله ولرسوله وللمؤمنين هي العزّة الدائمة الباقية ، إذ هي العزّة الحقيقيّة ، والعزّة التي تظهر للكافرين هي التعزُّز ، وهي في الحقيقة ذلٌّ ، كما قال عليه الصلاة والسلام : كلّ عزّ ليس بالله فهو ذُلٌّ (٤). وقد تُستعار العزّة للحميّة والأنفة المذمومة ، كما في قوله تعالى : (أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ) (٥).
ويقال للشيء عزيز إذا صَعُب مناله ووجود مثله : قال الله سبحانه : (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ) (٦) هذا ما قاله الراغب في «مفرداته» (٧). ويُقال للشيء النادر الوجود أنّه عزيز الوجود ، أيّ صعب المنال ، ويقال : عزيز القوم. لمن يصعب قهره والغلبة عليه من بينهم ، فهو صعب المنال بالقهر والغلبة (٨).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ النساء : ١٣٩.
٢ ـ العنكبوت : ٢٦.
٣ ـ سورة ص : ٢.
٤ ـ مفردات غريب القرآن : ٣٣٣.
٥ ـ البقرة : ٢٠٦.
٦ ـ فصّلت : ٤١.
٧ ـ مفردات غريب القرآن : ٣٣٢.
٨ ـ تفسير الميزان ٣ : ١٣١.