عليك ، أنا موكّل بشرابك من الماء وغيره ، وطلبت في الأرض شرقاً وغرباً فما وجدت لك شربة من الماء حتّى دخلتُ الساعة.
ثمّ يدخل الثالث فيقول : السلام عليك ، أنا موكّل بأنفاسك ، وطلبت في الأرض شرقاً وغرباً فما وجدت لك نَفَساً واحداً من أنفاسك. ثمّ يدخل الرابع فيقول : السلام عليك ، أنا الملك الموكّل بآجالك وأعمارك ، طلبت في الأرض شرقاً وغرباً فما وجدت لك أجلاً حتّى دخلت الساعة.
وهناك روايات تقول : إنّ الميّت حال النزع يأخذه العطش ، فيأتيه إبليس بقدح ماء ويقول له : أُكفرْ بالله حتّى أسقيَك ، وربّما شاهد بعضَ أقاربه من الموتى الذين سبقوه ، وهذا واضع لمن حضر مَن وصلوا حالة النزع.
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيّام الدنيا وأوّل يوم من أيّام الآخرة مُثِّل له ماله وولده وعمله ، فيلتفت إلى ماله فيقول : واللهِ إنّي كنت عليك حريصاً شحيحاً ، فما لي عندك؟ فيقول : خذ منّي كفنك. قال عليه السلام : فيلتفت إلى وُلْدِه فيقول : والله إنّي كنت لكم محبّاً ، وإنّي كنت عليكم محامياً ، فماذا لي عندكم؟ فيقولون : نؤدّيك إلى حفرتك نواريك فيها.
قال عليه السلام : فيلتفت إلى عمله فيقول : والله إنّي كنتُ فيك لزاهداً ، وإن كنتَ علَيَّ لثقيلاً ، فماذا لي عندك؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ، ويوم نشرك ، حتّى أُعرَضَ أنا وأنت على ربّك ، قال : فإن كان لله وليّاً أتاه أطيبُ ريحاً وأحسنهم منظراً وأحسنهم رياشاً ، فقال : أبشر بِرَوحٍ ورَيحانٍ وجنّةِ نعيم ، ومقدمك خير مقدم ، فيقول له : من أنت؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، ارتحل من الدنيا إلى الجنّة (١).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٣ : ٢٣١ ـ ٢٣٢ / ح ١.