بالشفاعة ، ولعلّ الشفاعة تدرك بعض المؤمنين فلا يدخلون النار.
أمّا كيفيّة الحساب ، فقد سُئل أمير المؤمنين عليه السلام : كيف يحاسب الله الخَلق على كثرتهم؟ قال : كما يرزقهم على كثرتهم. فقيل : كيف يحاسبهم ولا يرونه؟ قال : كما يرزقهم ولا يرونه (١).
وفيه عن الإمام الصادق عليه السلام قال : كلّ أمّة يحاسبها إمام زمانها ، ويعرف الأئمّة أولياءهم وأعداءهم بسيماهم (٢) ، وعنه عليه السلام أيضاً قال : ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا ، فإنّ للقيامة خمسين موقفاً ، كلّ موقف مِثلُ ألف سنة ممّا تعدّون (٣). ثمّ تلا هذه الآية : (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٤).
وقيل لرسول الله صلى الله عليه وآله : ما أطولَ هذا اليوم! فقال : والذي نَفْسُ محمّدٍ بيده ، إنّه لَيُخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفَّ عليه من صلاةٍ مكتوبة يصلّيها في الدنيا (٥).
والذي يظهر من الروايات الشريفة أنّ الإنسان حال النزع يطّلع على بعض القضايا الغيبيّة ، ومنها رؤية الملائكة.
ففي الخبر : إذا وقع العبد في النزع حُبس عليه لسانه ، ودخل عليه أربعة أملاك فيقول الأوّل : السلام عليك ، أنا الموكَّل بإرزاقك ، وطلبت في الأرض شرقاً وغرباً فما وجدت من رزقك لقمة حتّى دخلت الساعة. ثمّ يدخل الثاني فيقول : السلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٣٠٠.
٢ ـ تفسير القمّيّ ٢ : ٣٨٤.
٣ ـ الأمالي للطوسيّ : ٣٦ / ح ٣٨.
٤ ـ المعارج : ٤.
٥ ـ التبيان ١٠ : ١١٥.