والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه.
قال عليه السلام : فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله ، وبكى جبرائيل ، فبعث الله إليهما ملكاً فقال لهما : إنّ ربكما يقرؤكما السلام ويقول : قد آمنتُكما أن تذنبا ذنباً أعذّبكما عليه ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : فما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله جبرائيل مبتسماً بعد ذلك (١).
وعن النبيّ صلى الله عليه وآله رُوي قوله : والذي نفسي بيده ، إنّهم يًستكرهون في النار كما يُستكره الوتدُ في الحائط (٢).
وأختتم هذا المبحث بهذه الرواية ، روى خيثمة الجُعفيّ قال : كنتُ عند جعفر بن محمّد «الصادق» عليه السلام والمفضّل بن عمر ليلاً ليس عنده أحد غيرنا ، فقال له المفضّل : جُعلتُ فداك ، حدّثنا حديثاً نُسَرُّ به ، قال : نعم. إذا كان يومُ القيامة حشر الله الخلائق في صعيدٍ واحدٍ حفاةً عراةً غُرُلاً ، قال : فقلت : جُعلت فداك ، ما الغُرل؟
قال : كما خُلقوا أوّل مرّة ، فيقفون حتّى يلجمهم العرق فيقولون : ليت الله يحكم بيننا ولو إلى النار! يرون أنَّ في النار راحة ممّا هم فيه ، ثمّ يأتون آدم فيقولون : أنت أبونا وأنت نبيّ ، فَسَلْ ربّك يحكم بيننا ولو إلى النار ، فيقول آدم : لست بصاحبكم ، خلقني ربّي بيده وحملني على عرشه ، وأسجَدَ لي ملائكته ثمّ أمرني فعصيته ، ولكنّي أدلّكم على ابني الصدّيق الذي مكث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً يدعوهم ، كلّما كذّبوا اشتدّ تصديقه ، نوح. قال : فيأتون نوحاً فيقولون : سل ربّك حتّى يحكم بيننا ولو إلى النار.
قال : فيقول : لستُ بصاحبكم ، إنّي قلت : إنّ ابني من أهلي ، ولكن أدلّكم إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ تفسير القمّيّ ٢ : ٨٠ ـ ٨١.
٢ ـ بحار الأنوار ٨ : ٢٥٥.