بيت الدود (١).
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله لقيس بن عاصم التميمي واعظاً إيّاه : لا بدّ لك يا قيس مِن قرين يُدفَن معك وهو حيّ ، وتُدفن معه وأنت ميّت ، فإن كان كريماً أكرمك ، وإن كان لئيماً أسلمك ، ثمَّ لا يُحشَر إلّا معك ، ولا تُبعث إلّا معه ، ولا تُسأل إلّا عنه ، فلا تجعَلْه إلّا صالحاً ، فإنّه إن صلح أنِستَ به ، وإنْ فسد لا تستوحش إلّا منه ، وهو فعلك (٢).
وورد في حقّ الصدقة قول النبيّ صلى الله عليه وآله : أرض القيامة نار ، ما خلا ظلّ المؤمن ، فإنّ صدقته تُظلّه (٣). والظلّ هذا من الصور الباطنة للصدقة.
وفي «عدّة الداعي» قال : روي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قد خرج على أصحابه يوماً فقال لهم : إرتَعُوا في رياض الجنّة ، قالوا : يا رسول الله وما رياض الجنّة؟ قال : مجالس الذِّكْر ، أُغدوا وروحوا واذكروا (٤).
وفي حديث المعراج أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله مرّ على قوم بين أيديهم موائد من لحم طيّب ولحم خبيث ، يأكلون اللحم الخبيث ويَدَعون الطيّب ، فقال صلى الله عليه وآله : من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال : هؤلاء الذين يأكلون الحرام ويَدَعون الحلال ، وهم من أمّتك يا محمّد (٥).
وقال الرسول صلى الله عليه وآله : مانع الزكاة يجرّ قُصْبَه في النار «أي أمعاءه» ويُمثَّل له ماله في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مشكاة الأنوار : ٣٠٥ ـ الفصل التاسع من الباب السابع.
٢ ـ معاني الأخبار : ٢٣٣ باب معنى القرين.
٣ ـ الكافي ٤ : ٣ / ح ٦.
٤ ـ عدّة الداعي : ٢٣٨.
٥ ـ تفسير القمّيّ ٢ : ٦.