النار في صورة شجاع «ذَكَر الأفاعي» أقرع له زنمتان ـ أو زبيبتان ـ يفرّ الإنسان منه وهو يتبعه حتّى يقضمه كما يقضم الفجل ، ويقول : أنا مالك الذي بَخِلتَ به (١).
وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام قوله : مَن عفّ بطنُه وفَرْجُه كان في الجنّة مَلِكاً محبوراً (٢).
وهذا المَلَك من المعاني الباطنيّة والمضامين لعفّة البطن والفرج.
وورد في الأثر المعتبر أنّ غرس الجنّة لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم (٣).
وورد في الآثار أنَّ الملائكة يبنون طابوقة من ذهب أو طابوقة من فضّة إذا قال الذاكر : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، وحين يسكت يتوقّفون حتّى تأتيهم النفقة ، وهي الذكر (٤).
وهذا من أوضح المعاني الباطنيّة للذكر.
والوقت الذي يقضيه الإنسان من عمره له معنى ظاهر ومعنى باطن ، فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه : يُفتَح للعبد يوم القيامة على كلّ يوم من أيام عمره أربع وعشرون خزانة «عدد ساعات الليل والنهار» ، فخزانة يجدها مملوءة نوراً وسُروراً ، فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وُزِّع على أهل النار لأدهشهم عن الإحساس بألم النار ، وهي الساعة التي أطاع فيها ربّه.
ثمّ يُفتَح له خزانة أخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعة ، فيناله عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قُسِّم على أهل الجنّة لَنغّصَ عليهم نعيمها ، وهي التي عصى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الأمالي للطوسيّ : ٥١٩ ـ ٥٢٠ / ح ١١٤٣ ، وسائل الشيعة ٦ : ١٧ / ح ٢٧.
٢ ـ الأمالي للصدوق : ٤٤٣ / ح ٤ ـ المجلس ٨٢.
٣ ـ مستدرك الوسائل ٥ : ٣٧٣ / ح ٦١٢٤ ـ عن : لبّ اللُّباب ـ مخطوط.
٤ ـ تفسير القمّيّ ٢ : ٥٣ بالمضمون.