أرسل عينيه ، ثمّ قال صلى الله عليه وآله : تُحشر عشرة أصناف من أمّتي أشتاتاً ، قد ميزّهم الله تعالى عن المسلمين وبدّل صورهم :
فبعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على صورة الخنازير.
وبعضهم منكّسون ، أرجلهم مِن فوق وجوههم مِن تحت ، ثمّ يُسحَبون عليها ، وبعضهم عُميٌ يتردّدون ، وبعضهم صُمٌ بكمٌ لا يعقلون.
وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهي مدلاة على صدورهم ، يسيل القيح من أفواههم ، يتقذّرهم أهل الجمع.
وبعضهم مقطّعة أرجلهم وأيديهم ، وبعضهم مصلّبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشدّ نتناً من الجيفة ، وبعضهم ملبسون جباباً سابغة من قَطِران لازقة بجلودهم.
فأمّا الذين على صورة القردة فالقَتّات بين الناس ، وأمّا الذين على صورة الخنازير فأهل السُّحت ، وأمّا المنكّسون على وجوههم فأكَلَة الربا ، وأمّا العُمْي فالذين يجورون في الحكم ، وأمّا الصمّ والبكم فالمعجَبون بأعمالهم ، والذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقضاة الذين خالفت أعمالهم أقوالهم ، وأمّا الذين قُطّعت أيديهم وأرجلهم فهم الذين يؤذون الجيران ، وأمّا المصلّبون على جذوع من نار فالسُّعاة إلى السلطان ، وأمّا الذين هم أشدّ نتناً من الجيفة فالذين يتّبعون الشهوات واللذّات ومَنَعوا حقّ الله من أموالهم ، وأمّا الذين يلبسون جباباً من نار فأهل الكبائر والفخر والخُيَلاء (١).
القتّات : النَّمّام. أرسل عينيه : بكى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ تفسير مجمع البيان ١٠ : ٢٤٢ ، بحار الأنوار ٧ : ٨٩ ـ باب صفة المحشر.